والعلي: العالي بذاته فوق كل شيء، العالي بصفاته كمالا فلا يلحقه عيب ولا نقص. والعلي هو الموصوف بالعلو المطلق فوق كل شيء (علو الذات والفوقية، وعلو القدر، وعلو القهر) فهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه، بائن من خلقه، يعلم أعمالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبر أمورهم، ولا تخفى عليه منهم خافية.

20/ وفيه اثبات لصفة العلو، (العلي) اسم من أسماء الله تعالى دل على ذات الله تعالى وعلى صفة العلو (علو الذات والفوقية) معا بدلالة المطابقة، وعلى ذات الله وحدها بالتضمن، وعلى صفة العلو وحدها بالتضمن، ودل على الحياة، والقيومية، والملك، والأحدية، والسيادة، والصمدية، والكبرياء، والعظمة، والهيمنة، والعزة، والقوة، والقدرة، وغير ذلك من أوصاف الجلال والكمال باللزوم.

والعلو مطلق ومقيد:

1/ العلو المقيد: هو الاستواء على العرش؛ لأنه مقيد بالعرش.

2/ العلو المطلق: فهو علو الذات، وعلو الشأن، وعلو القهر، فإن الله جل وعلا له صفة ذات وهي العلو، فالله جل وعلا علوه علو شأن أي: علو عظمة وبهاء وكمال وقوة وقدرة وعزة، وعلو قهر أي: هو القاهر فوق عباده، كل الخلق مقهورون ومربوبون لله جل في علاه، كما قال الله تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ? لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) (مريم/93 - 94) ، فهذا خضوع في النهاية، وأيضاً خضوع الربوبية في كل العباد، وكذلك كل العباد لا يستطيعون رد قضاء الله وقدره جل في علاه، فإنه لو أمرض الكافر، أو أراد موت الكافر، نفذ أمره جل في علاه، وهذا من باب علو القهر على عباده جل في علاه.

إذاً: الله جل في علاه له علو الذات، وعلو الشأن، وعلو القهر. [1]

واسم الله تعالى (العلي) دل على علو الذات والفوقية، و (الأعلى) دل على علو الشأن، و (المتعال) دل على علو القهر.

أما الاستواء فوصف فعل لله تعالى، وصفة العلو أعم من وصف الاستواء، فكل استواء علو وليس كل علو استواء.

21/ وفيه اثبات أن من اسماء الله تعالى (العظيم) ، والعظيم معناه الموصوف بالعظمة، الذي لا شيء أعظم منه، ولا أجل، ولا أكبر، وله سبحانه التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه. والعظيم: الجامع لجميع صفات العظمة والجلال والكبرياء والمجد والبَهَاءِ، الذي تحبُّه القلوب وتعظِّمُه الأرواح، والعظيم الذي كل شيء أمام عظمته صغير حقير.

(1) شرح كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد / الشيخ محمد حسن عبد الغفار - الدرس التاسع.

المصدر: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية - http://www.islamweb.net