بسم الله الرحمن الرحيم [1]
الحمد لله المتوحد بالكمال , المتفرد بالجلال , المتصف بالجمال , تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة من لا يتخذ من دونه سبحانه معبوداً.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بعثه إلى الخلق كافة , أكرم به مرسلاً مبعوثاً.
صلِّ اللهم عليه , وعلى آله وأصحابه سلاماً متتابعاً موصولاً.
أما بعد:
فهذا شرح موجز لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، نذكر فيه أهم المسائل المتعلقة بالأبواب , مع التعريج السريع لتفسير الآيات , وشرح الأحاديث الواردة في الكتاب , والوقوف على محل الشاهد , دون إسهاب وتطويل.
وقبل الشروع في شرح هذا الكتاب ننبه على بعض النقاط , وهي كالتالي:
1.يشتمل هذا الكتاب على مقدمة , وستة وستون باباً، يتكلم فيها المؤلف عن مسائل التوحيد، ويركز على توحيد الألوهية , لأهمية هذا النوع من التوحيد , ولأن الخلل أكثر ما كان في عصره في هذا النوع من التوحيد.
2.تميز هذا الكتاب ببراعة التصنيف , والربط بين الأبواب، والتدرج , مما جعل بعض العلماء يشبه هذا الكتاب بكتاب صحيح البخاري في دقة التبويب , وروعة التصنيف.
3.تميز هذا الكتاب - وكافة مؤلفات الشيخ رحمه الله - بالتركيز على أدلة الكتاب والسنة، فلا يكاد يخرج عن آية أو حديث , إلا في النادر من ذكر كلام لأهل العلم.
وفي هذا بيان لبركة علم الكتاب والسنة، وأنه ما من علم يحتاجه العباد إلا هو موجود في الكتاب والسنة.
وفيه أيضاً الرد على المخالفين لدعوة الشيخ رحمه الله، إذ أن الشيخ يعتمد فيما يقوله على الكتاب والسنة الصحيحة , خلافاً لكتب أهل البدع التي يكثر فيها تمجيد العقل , وتقديمه على الشرع.
4.ألف الشيخ هذا الكتاب في البصرة , أو كان ابتداء تأليفه في البصرة , كما ذكر ذلك بعض العلماء، حيث رحل الشيخ رحمه الله في طلب العلم إلى عدة بقاع من الأرض.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن صاحب كتاب (فتح المجيد) : وقد صنف في البصرة كتاب التوحيد , الذي شهد له بفضله بتصنيفه القريب والبعيد , أخذه من الكتب التي في مدارس البصرة من كتب الحديث أ. هـ من الدرر السنية.
(1) (الرحمن) دال على الصفة القائمة بالله , و (الرحيم) دال على متعلق هذه الصفة بالمخلوق. فهو رحمن يرحم , قال ابن القيم: فكأن الأول للصفة , والثاني للفعل.