منها أولا إن المعتزلة بنوا موقفهم من الصفات الإلهية على مواقف مستحيلة و باطلة عقلا و شرعا: الأول قولهم: إن صفات الله تعالى ليست أزلية، و هذا كلام باطل، و مستحيل، و ليس من الشرع و لا من العقل، لأن الصفات تابعة للذات بالضرورة، فحسب طبيعة الذات تكون الصفات. و عليه فإنه من المستحيل أن أن تكون صفات الله تعالى ليست أزلية، وهي تابعة لذاته الأزلية. فلا يُمكن أن يكون الإله أزليا و صفاته ليست أزلية مثله. و كيف يكون إلهاً و صفاته ليست أزلية؟!.
الثاني قولهم: إن إثبات صفات أزلية لله يُؤدي إلى تعدد القدماء. و هذا زعم باطل و مستحيل، لأن الأزليين- القدماء- لا يتعددون إلا إذا تعددت ذواتهم، و لا يتعددون بتعدد صفاتهم. و بما أن الله تعالى هو الخالق الواحد الأحد الحي الذي لا يموت، فإن إثبات صفات الكمال الأزلية له، لا يُؤدي أبدا إلى تعدد الأزليين- القدماء-.
و الموقف الثالث قولهم: إن الله تعالى له صفات بلا معانٍ،: قادر بلا قدرة، و عالم بلا علم. و هذا مستحيل و باطل شرعا و عقلا كما سبق أن بيناه.
و الموقف الأخير- الرابع- إقراهم بالله تعالى بأنه ذات بلا صفات. و هذا باطل و مستحيل عقلا و شرعا، لأنه لا يُمكن أن توجد ذات بلا صفات، فهي إما أنها لها صفات، و إما أنها بلا صفات فهي معدومة و لا وجود لها أصلا.
و بناءً على ذلك فالمعتزلة بنوا موقفهم من الصفات الإلهية على مستحيلات، خالفوا بها بديهيات العقل و الشرع، و جنوا بها عليهما. فهل من يقول ذلك هو من العقلانيين؟!، كلا، و ألف كلا، إنهم من أدعياء العقلانية، و أهل الأهواء و الظنون. و هل يصح مذهب أقام أهم أصوله على أباطيل و مستحيلات؟؟!.
و ثانيا فقد تبين أن المعتزلة بنوا موقفهم من الصفات الإلهية على انحراف منهجي واضح في الفهم و الاستدلال. من ذلك أنهم لم يفهموا أو لم يريدوا أن يفهموا أن العقل البشري لا يستطيع أن يخوض في كل المواضيع بنفس الشرعية و القوة و الفاعلية. و إنما طبيعة الموضوع هي