فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 218

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين محمد و على آله و صحبه، و من سار على نهجه إلى يوم الدين، و بعد:

أولا أفردتُ هذا الكتاب لنقد مذهب المعتزلة و إظهار جانبه السلبي الذي كان كبيرا و خطيرا تسبب في ارتكاب جنايات جسيمة في حق الشرع الصحيح و العقل الصريح. و قد عنونته ب: جناية المعتزلة على العقل و الشرع.

و لا يهدف كتابنا هذا إلى التعريف بمذهب المعتزلة بأصوله و فروعه، و نشأته و تطوّره، فهذا الأمر موجود في كتب الفرق و الملل و النحل.، و إنما يهدف إلى انتقاد هذا المذهب قصد الكشف عن جرائمه و تناقضاته، و أباطيله و تحريفاته في حق الوحي و العقل.

لكن ذلك لا يعني أن مذهب المعتزلة باطل كله جملة و تفصيلا، فلا شك أنه يتضمن أفكارا و مواقف صحيحة؛، لأنه لا يُمكن أن يُوجد مذهب بشري يكون كله خطأ 100/ 100، فلابد أن توجد في ثناياه و جزئياته أفكار صحيحة. لكن الأصل في الحكم على المذاهب و الأفكار هو النظر إلى المنهج الذي تقوم عليه و تستخدمه من ناحية طريقة الاستدلال و التأصيل، و من جهة الصواب و الخطأ، و الاستقامة و الانحراف من الناحية التطبيقية. فإذا كان المنهج صحيحا موافقا للعقل، و الوحي، و العلم، فسيكون صوابه كثيرا جدا، و خطؤه قليلا جدا. و العكس صحيح، فإذا كان المنهج خاطئا و منحرفا عن العقل، و الوحي و العلم، فصوابه قليل جدا، و خطؤه كثير جدا. و هذا الذي ينطبق على مذهب المعتزلة، فقد انحرف منهجيا: تأصيلا و ممارسة، و كتابنا هذا سيُبين ذلك و يُثبته بأدلة و شواهد قطعية و دامغة.

و ثانيا ربما يتساءل بعض الناس بقولهم: ما هي الفائدة من الكتابة في موضوع فرقة كلامية طواها التاريخ؟!. فأقول: إن الكتابة في مذهب المعتزلة هو أمر مطلوب، و لا يصح إهماله و لا إغفاله للمبررات الآتية:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام