وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: (وَلا نَسُوءك) , فَقَالَ صَاحِب (التَّحْرِير) : هُوَ تَأْكِيد لِلْمَعْنَى أَيْ: لا نُحْزِنك ; لأَنَّ الإِرْضَاء قَدْ يَحْصُل فِي حَقّ الْبَعْض بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ وَيَدْخُل الْبَاقِي النَّار فَقَالَ تَعَالَى: نُرْضِيك وَلا نُدْخِل عَلَيْك حُزْنًا بَلْ نُنَجِّي الْجَمِيع. وَاَللَّه أَعْلَم. ا. هـ [1]

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

(( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ ) ) [2] .

• عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( كُلُّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلاً، أَوْ قَالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيبَ، فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [3] .

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ) ) [4] .

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُ فَيُؤْتَاهَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [5] .

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [6] .

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً دَعَاهَا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدَّخِرَ دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [7] .

• وعن عبدالرحمن بن أبي عقيل رضي الله عنه قال:

انطلقنا فأتينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل يلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس أحد أحب إلينا من رجل يدخل عليه.

قال: فقال قائل منا: يا رسول الله ألا سألت ربك ملكًا كملك سليمان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضحك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال:

(( لعل صاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبيًا إلا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة، فخبيتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة ) ) [8] .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

قَالَ اِبْن بَطَّال: فِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان فَضْل نَبِيّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَائِر الأَنْبِيَاء حَيْثُ آثَرَ أُمَّته عَلَى نَفْسه وَأَهْل بَيْته بِدَعْوَتِهِ الْمُجَابَة , وَلَمْ يَجْعَلهَا أَيْضًا دُعَاء عَلَيْهِمْ بِالْهَلاكِ كَمَا وَقَعَ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ تَقَدَّمَ.

(1) شرح مسلم (1/ 1063 - 1064) .

(2) رواه البخاري في كتاب الدعوات باب لكل نبي دعوة مستجابة (5829) ، ومسلم في الإيمان (293) ، والترمذي في الدعوات (3526) ، وابن ماجه في الزهد (4297) ، وأحمد في مسند أبي هريرة (9920) ، ومالك في النداء للصلاة (443) ، والدارمي في الرقاق (2685) ..

(3) رواه البخاري في الدعوات باب لكل نبي دعوة مستجابة (5830) ، ومسلم في الإيمان (299) ، وأحمد في المسند (12693)

(4) رواه مسلم في كتاب الإيمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة (296) ، والترمذي في الدعوات (3526) ، وابن ماجه في الزهد (4297) ، وأحمد في مسند أبي هريرة (9140) ، وابن خزيمة في التوحيد (374) .

(5) رواه مسلم في كتاب الإيمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة (297) ، وانظر المصادر السابقة.

(6) رواه مسلم في كتاب الإيمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة (298) وانظر (299/ 300) ، وانظر المصادر السابقة.

(7) رواه أحمد في مسند أبي هريرة (9185) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (24) .

(8) رواه ابن أبي عاصم في السنة (824) وقال الألباني: حديث صحيح (2/ 393) وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة (7762) وقال رواه ابن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى والبزار والطبراني ورواته ثقات.