قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟
قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ.
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا.
قَالَ: (( هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ) ) [1] ، وفي رواية: (( يا عوف إن شفاعتي للكل ) ) [2] .
• وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شطر أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ ) ) [3] .
بعد ذكر الأحاديث التي فيها اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للشفاعة، ننتقل إلى نوع آخر من الأحاديث، وفيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل الشفاعة لأمته، وجعل دعوته المستجابة هي الشفاعة لهم صلوات الله وسلامه عليه.
• عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وكان ذلك سابقًا من الله، كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة، ففعل ) ) [4] .
• وعن سعيد بن عبدالرحمن قال:
(1) رواه الترمذي في صفة القيامة (2365) ، وابن ماجه في الزهد (4308) واللفظ له، وأحمد في حديث عوف بن مالك (22852) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم (3485) .
(2) رواها اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (6/ 11786) ، وابن أبي عاصم في السنة برقم (820) ، والآجري في الشريعة (343) ، وقال الألباني في تخريج السنة: إسناده صحيح لغيره، وأحاديث عوف ابن مالك رواها ابن أبي عاصم في السنة وصححها الألباني بأرقام (818/ 819/820) .
(3) قال الألباني صحيح رواه أحمد وابن ماجه (صحيح الجامع 3335) ، ورأيته في ابن ماجه بلفظ أتم من ذلك وقد سبق ذكره انظر الحديث قبل السابق.
(4) رواه أحمد والحاكم والطبراني في الأوسط وصححه الألباني (صحيح الجامع 918) وذكره البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة (7761) وقال رواه البهقي من حديث أم حبيبة وابن أبي شيبة وأبو يعلى من حديث أنس وأم سلمة.