، قَالَ: فَيَأْتُونِي فَيَأْذَنُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ فَيَثُورُ مَجْلِسِي أَطْيَبَ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ حَتَّى آتِيَ رَبِّي، فَيُشَفِّعَنِي وَيَجْعَلَ لِي نُورًا مِنْ شَعْرِ رَأْسِي إِلَى ظُفْرِ قَدَمِي فَيَقُولُ الْكَافِرُونَ عِنْدَ ذَلِكَ لإِبْلِيسَ: قَدْ وَجَدَ الْمُؤْمِنُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ فَقُمْ أَنْتَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ أَضْلَلْتَنَا، قَالَ: فَيَقُومُ فَيَثُورُ مَجْلِسُهُ أَنْتَنَ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ ثُمَّ يَعْظُمُ لِجَهَنَّمَ فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ (( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) )إِلَى آخِرِ الآيَةِ )) [1] .
ما ذكرناه من الأحاديث إنما هو على سبيل المثال وليس الحصر، وإلا فالأمر يطول، وإنما المقصود بيان أن أحاديث الشفاعة مشهورة ومعلومة بل ومتواترة، وقد وردت في كتب أخرى من كتب السنة غير التي ذكرت، وكلها بألفاظ متقاربة من الروايات السابقة أو هي بنفسها، وأحاديث الشفاعة رواها غير ما ذكرنا ابن حبان في صحيح وأبو يعلى في مسنده والبزار وابن خزيمة في التوحيد، والحاكم في مستدركه، وأبو عوانة وابن جرير والطبراني وأبو نعيم في الحلية، وأبو داود الطيالسي وغيرهم، ولو تتبعناها لطال المقام، وما ذكرناه في كفاية بإذن الله تعالى.
(1) رواه الدارمي في الرقاق باب الشفاعة (2684) ، وفيه عبدالرحمن بن زياد قال عن القطان: ثقة، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال أحمد صالح المصري: يحتج بحديثه صحيح الكتاب، وترك يحيى ابن سعيد القطان الحديث عنه، وقال ابن مهدي ما ينبغي أن يروى حديثه، وقال أحمد ليس بشيء وقال مرة: لا أكتب حديثه.