فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 293

قوله [وللمشركين سِدرة يعكفون عليها] (العكوف) هو الإقامة على الشيء في المكان، وقد كان عكوفهم عند تلك السدرة تبرّكاً بها وتعظيماً لها.

قوله [وينوطون بها أسلحتهم] أي: يعلقونها عليها للبركة، فعبادتهم لها كان بالتعظيم والعكوف والتبرك.

قوله [يقال لها: ذات أنواط] جمع (نوط) ، تقول: أناط بي كذا، إذا علَّقه به. وإنما سُميت ذات أنواط تسمية للشيء بما أنيط به وعلق، حيث إن السلاح كان يُعَلَّق ويناط بها بكثرة.

قوله [اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط] أي: اجعل لنا شجرة نعلِّق بها أسلحتنا تبركاً وعكوفاً عندها، ظناً منهم أن هذا الشيء محبوب عند الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا رغبة منهم في مخالفة أمر الله تعالى.

قوله [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر ... ) ] أي: الله أجل وأعظم، وهي صيغة تعجب يراد بها إجلال الله وتعظيمه.

قوله [ (إنها السُنَن .. ) ] بضم السين المهملة، أي: الطُرق، والمراد: أنهم سلكوا الطرق المذمومة التي سلكها من قبلهم.

قوله [ (قلتم، والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} ) ] فيه تشبيه لمقالة أصحابه - صلى الله عليه وسلم - بمقالة بني اسرائيل لموسى، بجامع أن كُلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد. وفي هذا دلالة على أن المقالتين شرك أكبر، أما مقالة بني اسرائيل فواضحة، وأما مقالة أصحابه فلتسويته - صلى الله عليه وسلم - بين مقالتهم ومقالة بني اسرائيل مؤكداً ذلك بالقسم.

قوله [ (لتركبُن سنن من كان قبلكم) ] بضم الباء الموحدة من تحت (لتركبُن) ، وضم السين المهملة من (سُنَنَ) ويجوز الفتح على الإفراد (سَنَن) أي: طريقهم، والمعنى لتتبعن أنتم أيها الأمة طرق اليهود والنصارى ومناهجهم وأفعالهم.

باب

ما جاء في الذبح لغير الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام