فهرس الكتاب
الصفحة 231 من 293

[عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود] النفر من الثلاثة إلى التسعة. (وقلت لأنتم القوم) فيها المدح، أي: أنتم القوم الفضلاء والعقلاء.

[لولا أنكم تقولون عزيز ابن الله، قالوا: وأنتم لأنتم القوم لو لا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد] عزيرٌ: عبدٌ صالح، رفعه اليهود إلى درجة الإلهية وجعلوه ابن الله سبحانه.

[ثم مررت بنفرٍ من النصارى .... الخ] النصارى ولا يقال عنهم: (مسيحيين) ، إذ هذا اللفظ غير وارد في الشرع.

[فلما أصبحت أخبرت بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: هل أخبرت بها أحداً؟] استفهام النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قصد به كما ذكره بعض الشراح أن يبين الحكم الشرعي في ذلك، ولكن هل يذكر القصة ويشير إليها أم لا؟ منوط ذلك بإخبار الطفيل للآخرين، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصته وأبان عن الحكم الشرعي.

[قال: فحمد الله وأثنى عليه] يؤخذ منها أن الإنسان إذا أراد أن يحدث الآخرين في جمع أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه.

[ثم قال أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا] الرؤيا هذه من الرؤى الصالحة، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الرؤيا الصالحة جزء من ست وأربعين جزءً من النبوة) .

[وإنكم قلتم كلمة ... ] جاء في مسند أحمد أن المانع للنبي - صلى الله عليه وسلم - هو الحياء، وليتنبه هنا فليس المقصود أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يستحي من الصحابة ولم ينكر عليهم، لكن كان يستحي من الله أن يتجرأ أن يذكر حكماً بدون إذن من الله له، هذا هو المعنى الصحيح إذا كانت اللفظة محفوظة.

قوله [وأنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها] على ما سبق تفصيله، وذكره في قاعدة هذا الباب.

باب

من سب الدهر فقد آذى الله

هذا الباب عنى به المصنف نوعاً من أنواع المحرمات، ألا وهو سب الدهر، إذ إن الله هو الدهر يقلب الليل والنهار.

قوله [باب من سب الدهر] السب: الشتم، والدهر: الوقت، ويشمل الليل والنهار.

قوله [فقد آذى الله] من الصفات الخبرية التي وردت في كتاب الله وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في حق الله هي أن الله يتأذى، وقد ثبت في أحاديث كثيرة، وفي قوله تعالى {الذين يؤذون الله ورسوله} فقد أثبت

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام