فهرس الكتاب
الصفحة 237 من 293

إذا كان من خصائص الله كالرحمن ورب العالمين ونحوهما فهما اسمان يخصان الله تعالى ولا يجوز أن يسمى المخلوق بهما، ومن ثم قال بعض أهل العلم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذه الكنية لأنها من خصائص الله سبحانه التي لا تليق أن تطلق على المخلوق، ويقال إن الحكم من أسماء الله، فعندما يقال: أبا الحكم كأنه قيل أبا الله، وهذا لا يجوز لأنه معنى فاسد.

الثاني: أن الأسماء التي تغير هي أسماء مشتركة بين الله وبين خلقه، كرحيم وحكم وحاكم ونحوها، فهذه من الأسماء مشتركة، فإذا نظر إلى الصفات التي لا تليق إلا بالله عند التسمية فإنه يجب تغييرها، وإذا لم ينظر إلى ذلك وإنما وضع لها المعاني المناسبة للمخلوق فيقال هذا رحيم أي بالمعنى اللائق به، والله عز وجل رحيم رحمن بالمعنى اللائق به سبحانه لذلك هذا غير ذلك.

باب

من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

قوله [باب من هزل ... ] حقيقة الهزل هو مزح في خِفَّة، وهو ضد الجِد، ويقصد به هنا الإستهزاء والإستخفاف، وضابطه كما يقول ابن تيمية في (الصارم المسلول) أنه يرجع إلى حقيقة العرف، ما تعارف عليه الناس من أنه لفظ يدل على الهزأ والإستهزاء، أو فعل فيه استهزاء، إما في هيئة الفعل أو الفعل نفسه فإن كل ذلك من الإستهزاء والإستخفاف إذا قاله العرف.

[فيه ذكر الله] من آيات لقرآن أو من أسمائه سبحانه وتعالى.

[أو القرآن] واضح.

[أو الرسول] (الـ) في كلمة الرسول تحتمل أن تكون استغراقية لتشمل جميع رسل الله عليهم السلام، ويحتمل أن تكون خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، أي تكون عهدية للعهد الذهني أي المعروف في الأذهان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام