الثاني: يتعلق بالمعظم، وهو المخلوق، وهو برفعه إلى مقام ليس أهلاً له، وربما بجعله يستعلي على أمر الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله [في الصحيح] صحيح مسلم ـ أعني بروايتيه ـ ورواية: (إن أخنع) أخرجها البخاري أيضاً.
[(إن أخنع إسم عند الله رجلٌ تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله] قال ابن القيم أخنع: أوضع. وقد حكاه المصنف رحمه الله هنا، وأصلها الذلة والمهانة.
[أخنع أسم عند الله] أذله وأوهنه وأوضعه رجل تسمى ملك الأملاك أي ملك الملوك.
[لا مالك إلا الله] إي لا مالك على جهة الحقيقة إلا الله سبحانه، ولا مالك بهذه الرفعة التي تؤخذ من اللفظة السابقة إلا الله سبحانه وتعالى، إذ أن ملك الخلق ملك نسبي ثم هو فان زائل.
[قال سفيان] يعني ابن عيينة.
[مثل شاهان شاه] من الألفاظ التي يستعملها بنو فارس، وتمنع لعلتين: ــ
الأولى: ـ كما سبقت ـ التعظيمية.
والثانية: أنها موافقة للفرس وأهل الكفر، ولا شك أننا مأمورون بمخالفتهم كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (خالفوا المشركين) ويدخل في المشركين اليهود والنصارى في أصح قولي أهل العلم.
[وفي رواية أغيظ] بمعنى البغض والغضب، فالله عز وجل يوصف بالغيظ ويوصف بأنه يغضب.
[أغيظ رجل عند الله وأخبثه] يوم القيامة. من تسمى بذلك الإسم، فقد حاز غضب الله وكان خبيثاً من فعل ذلك عند الله، وكان اسمه واضعاً له ومذلاً له وهو أذلها عنده سبحانه وتعالى. فهذه صفات تأتي على من يتسمى بهذه الأسماء ويلحق بها على نحو ما ذكره سفيان ابن عيينة رحمه الله ورضي عنه.
باب
احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم من أجل ذلك
يقول المصنف رحمه [باب احترام أسماء الله ... ] هذا الباب تابع للبابين السابقين، إذ إن جميعها تصب في جنس واحد وهو عدم التسمي باسم محرم، إما لكون الاسم من أسماء تبعث الشرك أو تدل على تعظيم غير الله كعظمة الله، أو منح الشخص المتسمي صفة ليست إلا لله سبحانه وتعالى، ونحو ذلك من المعاني التي سبقت الإشارة إلى بعضها.
قوله [باب احترام أسماء الله] الإحترام مأخوذ من قولك: هذه حرمة هذا الأمر، أي أن له تعظيماً وهيبة واحتراما.