[فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا] أي: فإنه حينئذ يكون من باب التسخط ورد قضاء الله وقدره.
[ولكن قل قدر الله وما شاء فعل] قدر الله: جملة خبرية مبتدأها محذوف مقدر، تقديره: هذا، أي: هذا قدر الله، فهذا هو ضبطها.
[وما شاء فعل] أي: فإنك حينئذ تُعَزِّي نفسك وتُسلِّي نفسك في المصاب بأن ذلك عن قضاء الله وقدره، فما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني فقد جفت الصحف بما كان ورفعت الأقلام كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله [فإن لو تفتح عمل الشيطان] أي: أن استعمال (لو) في مثل هذه الجمل تعين الشيطان على نفسك في التشكي والتسخط الموجب للضعف في بدنك ونفسك، وتوجب كثرة السيئات؛ لأنك تسخطت في غير سخط؛ لأن التسخط في مثل هذا المحل من المحرمات التي يجب أن لا يفعلها المؤمن؛ ومن ثَمَّ هي تفتح عمل الشيطان، أي: تكون (لو) في هذه الجملة عوناً للشيطان على نفسك في إضعاف نفسك والإزدياد من الجرم والإساءة عندما تقارف هذا الذنب، ويضاف إلى ما يكون محرماً في باب (لو) على الصحيح ما يذكره أهل العلم من تمني الشر؛ فإذا تمنى الإنسان الشر بـ (لو) فإنه حينئذ يأخذ الحكم السابق إن كان عزم عزماً على ذلك، فَفَرْق بين مُجَرَّد القصد وبين العزيمة التي يَتْبَعُها العمل ولا يكاد يتخلَّف عنها، ولذلك جاء في الحديث الذي نُوِّه إليه سابقاً من كون النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر رجلين تمنَّوا؛ فأحدهما تمنى خيراً، وتمنى الآخر أن ينفقها في سبيل الشر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (وذاك بنيته أخذ ذنباً) ، وهذا فيه دلالة على أن هناك فرقاً بين العزيمة وبين مطلق القصد؛ فالعزيمة التي لا يكاد يتخلف عنها العمل هي التي أُنيط بها كسب الإثم والجرم على الصحيح.
باب
النهي عن سب ا لريح