فيقولُ: يا ابن عمِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-! ما جاء بك؟ أَلَا أَرسَلتَ إليَّ فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أَحَقُّ انْ آتيك. . ."، وذكر القصَّة (1) ."
307 -وقالت فاطمة ابنة عليِّ بنِ أبي طالبٍ (2) :
(1) إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرج القصة بطولها ابن سعد في"الطبقات الكبرى" (2/ 367) ، والدارمي في"سننه" (1/ 150) ، رقم (570) ، والحاكم في"المستدرك" (1/ 188) ، و (3/ 619) ، رقم (363، 6294) ، والحسن الحلواني في"كتاب المعرفة"له، كما عزاه ابن عبد البر في"جامع بيان العلم وفضله" (1/ 365، رقم(507) ، وأبو بكر الخطيب في"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 234) ، رقم (219) ، باب آداب الاستئذان على المحدِّث، كلُّهم من طرقٍ عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم به، ولفظه عن ابن عباس قال:
"لمَّا قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت لرجل من الأنصار: هلُمَّ فلْنسأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبّا لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك (وفي بعض الطرق: يحتاجون) ، وفي الناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فيهم؟ ! قال: فترك ذلك، وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحديث، فإن كان ليبلغني. . ."الحديث.
وفي آخره، قال ابن عبَّاس:"فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني. قال: هذا الفتى كان أعقل مني". قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وأخرجها عبد الله بن أحمد في"زوائد الفضائل" (2/ 976) ، رقم (1925) ، والطبراني في"المعجم الكبير" (10/ 244) ، رقم (1059) ، من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن يعلى به، قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (9/ 277) :". . . ورجاله رجال الصحيح". والفسوي في"المعرفة" (1/ 542) ، من طريق أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون به.
وهذا إسنادٌ رجاله كلُّهم ثقات.
يزيد بن هارون، هو ابن زاذان السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي (ثقةٌ متقن عابد) ، أخرج حديثه الجماعة."التقريب" (ص 1084) . وجرير بن حازم، هو ابن زيد الأزدي (ثقة، لما اختلط حجبه ولده) . روى له الجماعة."الكاشف" (1/ 291) . ويعلى بن حكيم الثقفي مولاهم المكي (ثقة) ، أخرج له البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن سوى الترمذي."التقريب" (ص 1090) . ووهب بن جرير- في إسناد عبد الله والطبراني- (ثقة) . تقدَّم عند رقم (253) . وأحمد بن منيع -في إسناد الفسوي- (ثقة حافظ) ، أخرج له الجماعة."التقريب" (ص 100) .
(2) هي فاطمة بنت علي بن أبي طالب، القرشية الهاشمية، وهي فاطمة الصغرى. روت عن أبيها =