فهرس الكتاب
الصفحة 123 من 771

المطلب الثَّاني في الكلام على ثلاث قضايا متعلّقة بموضوع الكتاب

سأتناول في هذا المبحث -بمشيئة الله تعالى- ثلاث قضايا مهمة متعلِّقة بموضوع الكتاب، بشيء من الاختصار، للتعريف بها، ولاتِّصالها المباشر بموضوعه وهي:

• القضية الأولى: في بيان المراد بأهل البيت، وهل يدخل فيهم الزَّوجات المطهرات أم لا؟

• الثانية: في الشَّرافة وتاريخها.

• الثالثة: في الكلام عن نقابة الأشراف، وهل لها وجود اليوم؟

القضية الأولى: (مَنْ هم أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) :

(أهل البيت -آل البيت- العِتْرة النَّبويَّة- الذُرِّيَّة الطَاهرة- الأشراف- السَّادة) ؛ هذه مسميَّات لشيء واحد، هم قرابة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ورهطه الأدنون.

ومن نافلة القول؛ أن أهل العلم اختلفوا في المراد بهم على أقوالٍ، وسأنقل تلك الأقوال في هذه المسألة من كتاب ابن القيِّم"جلاء الأفهام" (1) ، ويمكن مراجعة أدلة كلِّ قول ومناقشته في المصدر المذكور.

قال -رحمه الله تعالى-:"اختُلِفَ في آل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على أربعة أقوال:"

فقيل: هم الذين حُرمت عليهم الصَّدقة، وفيهم ثلاثة أقوال:

أحدها: أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب، وهذا مذهب الشَّافعي وأحمد رحمهما الله في رواية عنه.

والثاني: أنهم بنو هاشم خاصة، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله، والرِّواية الثانية عن أحمد -رحمه الله-، واختيار ابن القاسم صاحب مالك.

والثالث: أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب، فيدخل فيهم بنو المطلب، وبنو

(1) "جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام" (ص 324 - 326) ، ط: دار ابن الجوزي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام