فهرس الكتاب
الصفحة 127 من 771

خاصة. وهو مرويّ عن ابن عبَّاس -رضي الله عنهما-. وقال عكرمة أيضًا:"من شاء باهلْته؛ إنها نزلت في شأن نساء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-" (1) .

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في موضع آخر (2) :"... ثم الذي لا يشك فيه من تدبَّر القرآن؛ أنَّ نساء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- داخلات في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } [الأحزاب: 33] ؛ فإنَّ سياق الكلام معهنَّ، ولهذا قال بعد هذا كلِّه: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] ، أي واعملن بما يُنزِّل الله تبارك وتعالى على رسوله -صلى الله عليه وسلم- في بيوتكن من الكتاب والسُّنَّة؛ قاله قتادة وغير واحد."

"واذكرن هذه النعمة التي خُصصتنَّ بها من بين الناس؛ أنَّ الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّديق -رضي الله عنهما- أولاهنَّ بهذه النعمة، وأحظاهنَّ بهذه الغنيمة، وأخصّهنَّ من هذه الرَّحمة العميمة ..."، إلخ.

القضية الثانية:(في الشَّرَافة وتاريخها):

لفظ (الشَّريف) في الأصل يُراد به عند العرب: الرجل الماجد النبيل، أو مَن كان كريم الآباء من جميع العرب كما في"لسان العرب" (3) ؛ فهذا هو الذي كان يقصد به في الصدر الأول (السَّيِّد والماجد) .

ومن هذا المعنى نجد ابنَ حبيبٍ (ت 245 هـ) يُؤلِّف كتابه:"أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلة والإسلام" (4) ، ويذكر فيه أشراف القوم، ولو كانوا يهودًا.

كذلك صَنَعَ الإمام أبو بكر بن أبي الدُّنيا (ت 281 هـ) ، فنجده ألَّف كتابَا سمَّاه:"الإشراف منازل الأشراف" (5) ، أورد فيه أشراف الناس، ولو ممن عُرفوا بالظلم والانحراف، وقاموا بقيادة الناس إلى الضَّلال، كالحجَّاج بن يوسف الثَّقفيّ، والمختار الثّقفيّ.

(1) "تفسير ابن كثير" (5/ 452 - 453) .

(2) "تفسير ابن كثير" (5/ 458) .

(3) (9/ 169) - مادة (شرَفَ) .

(4) حققه الشيخ عبد السلام هارون، مطبوع ضمن"نوادر المخطوطات" (2/ 121 - 297) .

(5) حققه الدكتور نجم عبد الرَّحمن خلف، دار الرشد (1411 هـ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام