المبحث الأوَّل اسمه ونسبه ومولده ونشأته وأسرته ووفاته
هو الإِمام الحافظ المحدِّث المؤرِّخ، محمد بن عبد الرَّحمن بن محمد بن أبي بكر ابن عثمان بن محمد السَّخاويُّ (1) أصلًا، القاهريُّ موطنًا، الشَّافعيُّ مذهبًا، أبو الخير، وأبو عبد الله.
يلقَّب شمس الدِّين، ويُقال له: (ابن البارد) ، شهرةً لجدِّه بين أناس مخصوصين، ولذا لم يشتهر بها أبوه بين الجمهور، ولا المؤلف نفسه، وقد كان يكره هذا اللقب، ولا يذكره به إلَّا من يحتقره!
وُلدَ المؤلف في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة (831 هـ) ، بحارة بهاء الدِّين علو الدَّرب المجاور لمدرسة شيخ الإِسلام البُلْقيني (2) ، محلّ أبيه.
(1) في"الأنساب" (3/ 234) : (السَّخَويّ: بفتح الشن المهملة والخاء المعجمة، نسبةً إلى سخا قرية بأسفل أرض مصر) . و (سخا) كورة من أعمال كورة الغربية، وهي من فتوح خارجة بن حذافة بولاية عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأصل كلمة (سخا) كما يقول الأصمعي: من الأرض السَّخَاويّة، وهي الأرض اللينة التربة مع بُعْد."معجم البلدان" (3/ 196) . والقياس في النِّسبة أن يُقال: (سَخْيّ) أو (سَخَويّ) ، ولكن الناس أطبقوا على النطق بها هكذا: (سَخَاويّ) ."شذرات الذهب" (5/ 223) . ولذا كانت النِّسبة عند المتقدِّمين (سَخَويّ) كما تقدَّم عند السمعاني.
(2) هو العلامة الحافظ أبو حفص، عمر بن رسلان البلقيني. مات سنة خمس وثمانمائة (805 هـ) . ترجمته في:"إنباء الغُمْر" (2/ 245) ، و"البدر الطالع" (1/ 506) .