فهرس الكتاب
الصفحة 449 من 771

4 -بَابُ دُعَائِهِ -صلى الله عليه وسلم- بالبَرَكَةِ في هذا النَّسْلِ المُكَرَّمِ

189 -عن عبد الكريم بنِ سَليط البَصْريِّ، عن ابن بريدة -هو عبد الله-، عن أبيه رضي الله عنه: أن نَفَرًا من الأنصار قالوا لعليٍّ رضي الله عنه:"لو كانت عندك فاطمة".

فدخل رضي الله عنه على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-يعني لِيَخْطِبَهَا-، فسلَّم عليه, فقال:"ما حاجة ابن أبي طالب؟"، قال:"ذكرتُ فاطمةَ بنت رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-". قال:"مَرْحَبًا وأهْلًا"؛ لم يزده عليها.

فخرج إلى الرَّهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا:"ما وراءك"؟ قال:"ما أدري! غيرَ أنه قال لي: مَرْحَبًا وأهْلًا"، قالوا:"يكفيك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحداهما، لقد أعطاك الأهلَ، وأعطاك الرَّحبَ".

فلمَّا كان بعد ذلك، بعدما زوَّجه قال:"يا عليُّ! إنه لا بُدَّ للعُرسِ مِنْ وَلِيمَةٍ".

قال سعد رضي الله عنه:"عندي كبْشٌ". وجَمَعَ لَهُ رَهْطٌ [43/ أ] من الأنصار آصُعًا (1) من ذُرَةٍ.

(1) الآصُع: جمع صاع، وهو فصيحٌ صحيح من باب المقلوب؛ لأنَّ فاء الكلمة في (آصُع) : صاد, وعيْنها: واو، فقُلبت الواو همزةٌ، ونُقلت إلى موضع الفاء, ثم قلبت الهمزة ألِفًا حبن اجتمعت هي وهمزة الجمع فصار آصُعًا، وَزْنُهُ عندهم (أعْفَل) . وتُجمع أيضًا على (أصْوُع) و (أصْواع) وَ (صِيعان) ، والصاع يُذكَّر ويؤنَّث، وهو مكيالٌ يسع أربعة أمداد. وصاع النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي بالمدينة أربعة أمداد بمُدّهم المعروف. ويبلغ وزنه بالمثاقيل أربعمائة وثمانين مثقالًا من البُرِّ الجيِّد، وذلك لأنَّ زنَةَ المثقال أربعة غرامات وربع، =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام