وأشهر من هذا في هذا المعنى حديث:
225 -"يَحْمِلُ هذا العِلْمَ مِنْ كلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عنه تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِيْن" (1) .
(1) حديثٌ ضعيفٌ، لكنه يتقوَّى بكثرة طُرُقِهِ وشَوَاهِدِهِ، فإنَّ بعضَها مُنْجَبِرٌ.
قال الحافظ العراقي:"وقد رُوي هذا متصلًا من رواية جماعة من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن سمرة، وأبي أُمامة، وكلّها لا يثبت منها شيء، وليس شيء يُقوِّي المرسل". وقال الدارقطني:"لا يصح مرفوعًا -يعني مسندًا-، إنما هو عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عنه -صلى الله عليه وسلم-". وقال ابن عبد البر:"أسانيده كلّها مضطربة غير مستقيمة". وقال المؤلف في تعليقه على الحديث في"فتح المغيث":"... لكون الحديث مع كثرة طرقه ضعيف ..."إلخ كلامه، ثم ساق كلام الأئمة السابق، ثم قال:"وقال شيخنا ["الإصابة"1/ 363] : وأورده ابن عدي من طرقٍ كثيرةٍ كلّها ضعيفة. وحَكَمَ غيره عليه بالوضع، وإنْ قال العلائي في حديث أسامة منها: إنه حسن غريب". وقال الحافظ ابن كثبر:"... ولكن في صحته نظر قوي، والأغلب عدم صحته". انظر أقوالهم في:"التقييد والإيضاح" (ص 135) ، و"التبصرة والتذكرة" (1/ 298) ، كلاهما للعراقي، و"فتح المغيث"للمصنِّفُ (1/ 323 - 324) ، و"اختصار علوم الحديث"لابن كثير (ص 89) مطبوع مع"الباعث الحثيث"، و"تدريب الراوي"للسيوطي (1/ 270 - 271) .
قلتُ: نعم، جاء عن الإِمام أحمد تصحيح الحديث، كما في كتاب"العلل"للخلَّال، ومن طريقه الخطيب في"شرف أصحاب الحديث"، رقم (51) ، والعلائي في"بغية الملتمس" (ص 35) ، عن مهنا ابن يحيى قال: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث: كأنه كلام موضوع؟ ! قال: لا، هو صحيح. فقلتُ له: ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد. قلتُ: مَنْ هم؟ قال: حدَّثني به مسكين، إلَّا أنه يقول: مُعَان، عن القاسم بن عبد الرحمن. قال أحمد: مُعَان بن رفَاعَة، لا بأس به. وسيأتي تعقُّب ابنِ القطان لكلام الإِمام أحمد، بأنه خَفِيَ عليه من أمره ما علمه غيره.
وظاهر كلام ابن القيِّم في"مفتاح دار السعادة" (1/ 495 وما بعدها) ، تحسين الحديث، أو هو مما تُغني شهرته عن إسناده. وحسَّنه القسطلاني في"إرشاد الساري" (1/ 4) بمجموع طرقه. وصحَّحه أبو موسى عيسى بن صُبَيْح كما في"فتح المغيث" (1/ 323) ، قال السَّخَاوي:"وأبو موسى هذا ليس بعُمدة، وهو من كبار المعتزلة". وصحَّحه أو حسَّنه -أيضًا- محمد بن إبراهيم الوزير اليماني في"العواصم والقواصم" (1/ 311، 312) .
• وهذه طرق الحديث والكلام على أسانيدها طريقًا طريقًا بما تقتضيه الصِّناعة الحديثية:
وهو يُروى عن جماعة من الصَّحابة، وهم (ابن عمر، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعلي بن =