فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 432

5 -استفاضة المال والاستغناء عن الصَّدقة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:"لا تقومُ السّاعة حتّى يكثر فيكم المال، فيفيض، حتّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يقبله منه صدقة، ويُدعى إليه الرَّجل، فيقول: لا أرب لي فيه" (1) .

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال:"ليأتِيَنَّ على الناسِ زمانٌ يطوف الرَّجلُ فيه بالصدقة من الذهب، ثمّ لا يجد أحدًا يأخذها منه" (2) .

وأخبر - صلّى الله عليه وسلم - أن الله تعالى سيعطي هذه الأمة، ويفتح عليها من كنوز الأرض، وأن ملك أمته سيبلغ مشارق الأرض ومغاربها، ففي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:"إن الله زوى (3) لي الأرض، فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمَّتي سيبلغ ملكها ما زُوِيَ لي منها، وأُعطيتُ الكنزينِ الأحمر والأبيض" (4) .

وقال - صلّى الله عليه وسلم:"وإني قد أُعطيتُ مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح"

(1) "صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، (13/ 81 - 82 - مع الفتح) ، و"صحيح مسلم"، كتاب الزَّكاة، باب كلّ نوع من المعروف صدقة، (7/ 97 - مع شرح النووي) .

(2) "صحيح مسلم"، كتاب الزَّكاة، باب كلّ نوع من المعروف صدقة، (7/ 96 - مع شرح النووي) .

(3) (زوي) : يقال: زويته أزويه زيًّا؛ أي: جمعته، والمعنى أن الله جمع له - صلّى الله عليه وسلم - الأرض، وقرَّبها حتّى رأى مشارقها ومغاربها.

انظر:"النهاية في غريب الحديث" (2/ 320 - 321) .

(4) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (18/ 13 - مع شرح النووي) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام