فهرس الكتاب
الصفحة 120 من 432

وعلى هذا فقتالُ العجم من أشراط السّاعة.

12 -ضِياعُ الأمانَة (1) :

عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:"إذا ضُيِّعَتِ الأمانة؛ فانتظر السّاعة". قال: كيف إضاعَتُها يا رسول الله؟ قال:"إذا أُسْنِد الأمر إلى غير أهله؛ فانتظر السّاعة" (2) .

وبيَّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم كيف تُرْفَعُ الأمانة من القلوب، وأنّه لا يبقى منها في القلب إِلَّا أثرها.

روى حُذيفة رضي الله عنه؛ قال: حدَّثنا رسول الله _صلّى الله عليه وسلم- حديثين، رأيتُ إحداهما، وأنا أنتظر الآخر، حدَّثنا أن الأمانة نزلت في جذر (3) قُلوب

(1) (الأمانة) : ضد الخيانة، وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) } [الأحزاب:72] .

وللعلّماء عدة أقوال في معناها، وهي ترجع إلى قسمين:

أ - التّوحيد: فإنّه أمانة عند العبد وخفي في القلب.

ب - العمل: ويدخل في جميع أنواع الشّريعة، وكلها أمانة عند العبد.

فالأمانة هي التكليف، وقبول الأوامر، وأجتناب النواهي.

انظر:"أحكام القرآن"لابن العربي (3/ 1588 - 1589) تحقيق علي محمّد البجاوي، و"شرح النووي لمسلم" (2/ 168) ، و"تفسير ابن كثير" (6/ 477) ، و"فتح الباري" (11/ 333) .

(2) "صحيح البخاريّ"، كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة، (11/ 333 - مع الفتح) .

(3) (جذر) : الجذر: الأصل من كلّ شيء.

انظر:"النهاية في غريب الحديث" (1/ 250) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام