يحكم عيسى -عليه السّلام- بالشريعة المحمَّدِيَّة، ويكون من أتباع محمَّد - صلّى الله عليه وسلم -، فإنّه لا ينزل بشرع جديد؛ لأنَّ دينَ الإسلام خاتمُ الأديان، وباقٍ إلى قيام السّاعة، لا ينسخ، فيكون عيسى -عليه السّلام- حاكمًا من حكام هذه الأمة، ومجدَّدًا لأمر الإسلام، إذ لا نبى بعد محمَّدٍ - صلّى الله عليه وسلم -.
روى الإِمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:"كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامُكُم منكم؟!".
فقلتُ (القائل الوليد بن مسلم) (1) لابن أبي ذئب (2) : إن الأوزاعي حدّثنا عن الزّهريُّ عن نافع عن أبي هريرة:"وإمامكم منكم". قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمَّكم منكم؟ قلت: تخبرني؟ قال: فأمَّكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيِّكم - صلّى الله عليه وسلم - (3) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول:"لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتِلون على الحق، ظاهرين إلى يوم"
(1) هو الوليد بن مسلم القرشي، مولى بني أمية، عالم الشّام، توفي سنة (195 هـ) رحمه الله.
انظر:"تهذيب التهذيب" (11/ 151 - 152) .
(2) هو محمَّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، الإِمام، الثقة، توفي سنة (159 هـ) ، رحمه الله.
انظر:"تهذيب التهذيب" (9/ 303 - 307) .
(3) "صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكمًا، (2/ 193 - مع شرح النووي) .