الصالح لبناء السدِّ العظيم؛ ليحجز بين يأجوج ومأجوج القوم المفسدين في الأرض وبين النَّاس، فإذا جاء الوقت المعلوم، واقتربت السّاعة؛ اندكَّ هذا السدُّ، وخرج يأجوج ومأجوج بسرعة عظيمة، وجمعٍ كبير، لا يقف أمامه أحدٌ من البشر، فماجوا في النَّاس، وعاثوا في الأرض فسادًا.
وهذا علامةٌ على قرب النفخ في الصور، وخراب الدنيا، وقيام السّاعة (1) ؛ كما سيأتي بيان ذلك في الأحاديث الثابتة.
الأحاديث الدَّالَّة على ظهور يأجوج ومأجوجِ كثيرة، تبلغ حدَّ التواتر المعنوي، سبق ذكر بعض منها، وسأذكر هنا طرفًا من هذه الأحاديث:
1 -فمنها ما ثبت في"الصحيحين"عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - دخل عليها يومًا فَزِعًا يقول:"لا إله إِلَّا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلَّق بأصبعيه الإِبهام والتي تليها) ". قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله! أفنهلِكُ وفينا الصالحون؟ قال:"نعم؛ إذا كَثُرَ الخَبَثُ" (2) .
انظر:"البداية والنهاية" (2/ 102 - 106) ، و"تفسير ابن كثير" (5/ 185 - 186) .
(1) انظر:"الطّبريّ" (16/ 15 - 28 و 17/ 87 - 92) ، و"تفسير ابن كثير" (5/ 191 - 196 و 5/ 366 - 372) ، و"تفسير القرطبي" (11/ 341 - 342) .
(2) "صحيح البخاريّ"، كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، (6/ 381 - مع الفتح) ، وكتاب الفتن، (13/ 106 - مع الفتح) ، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن =