من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها". فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم:"أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانِها خيرًا" (1) ."
أورد رشيد رضا حديث أبي ذر السابق، وعلَّق عليه بأن متنه من أعظم المتون إشكالًا، وقال في سنده:"هذا الحديث رواه الشيخان من طرق عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي عن أبي ذر، وهو - على توثيق الجماعة له مدلِّس -؛ قال الإِمام أحمد:"لم يلق أبا ذر". كما قال الدارقطني:"لم يسمع من حفصة، ولا من عائشة، ولا أدرك زمانهما". وكما قال ابن المديني:"لم يسمع من علي، ولا ابن عبّاس". ذكر ذلك في"تهذيب التهذيب"."
وقد رُوِي غير هذا عن هؤلاء بالعنعنة، فيحتمل أن يكون مَنْ حدَّثه عنهم غير ثقة.
فإذا كان في بعض روايات الصحيحين والسنن مثل هذه العلل، وراء احتمال دخول الإِسرائيليات، وخطأ النقل بالمعنى، فما القول فيما تركه الشيخان وما تركه أصحاب السنن؟!" (2) ."
(1) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، باب بيان الزمن الّذي لا يقبل فيه الإِيمان، (2/ 195 - 196 - مع شرح النووي) ، ورواه البخاريّ مختصرًا في"صحيحه"، كتاب التفسير، باب: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ، (8/ 541 - مع الفتح) ، وكتاب التّوحيد، باب"وكان عرشه على الماء، وهورب العرش العظيم"، (13/ 404 - مع الفتح) .
(2) "تفسير المنار" (8/ 211 - 212) ، تأليف محمّد رشيد رضا، الطبعة الثّانية بالأوفست، طبع دار المعرفة، بيروت، لبنان.