إلى الشّام ومصر، وهما من جهة المغرب؛ كما شوهد ذلك مرارًا من عهد جنكزخان ومَن بعده.
وأمّا النّار الّتي في حديثي حذيفة بن أسيد وابن عمر؛ فهي نارٌ حقيقية (1) ، والله أعلم.
عند ظهور هذه النّار العظيمة من اليمن؛ تنتشر في الأرض، وتسوق النَّاس إلى أرض المحشر، والذين يحشرون على ثلاثة أفواج:
الأوّل: فوجٌ راغبون طاعِمون كاسون راكبون.
والثّاني: وفوجٌ يمشون تارة ويركبون أخرى، يعتقبون على البعير الواحد؛ كما سيأتي في الحديث:"اثنان على بعير، وثلاثة على بعير ... إلى أن قال: وعشرة على بعير يعتقبونه"، وذلك من قلة الظهر يومئذ.
والفوج الثّالث: تحشرهم النّار، فتحيط بهم من ورائهم، وتسوقهم من كلّ جانب إلى أرض المحشر، ومن تخلَّف أكلته النّار (2) .
ومما جاء من الأحاديث في بيان كيفية حشر هذه النّار للناس:
1 -روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال:"يحشر النَّاس على ثلاث طرائق: راغبين، وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويَحْشُر بقيتَهم النارُ؛"
(1) "فتح الباري" (11/ 378 - 379) بتصرُّف بسيط.
(2) انظر:"النهاية/ الفتن والملاحم" (1/ 230 - 231) .