وَبَذْلِ الْكَرَامَاتِ لِأَوْلِيَائِهِ، فَيَظْهَرُ بِمَا فَعَلَ دِلَالَاتُهُ1 وَعَلَامَاتُهُ لَا هُوَ بِنَفْسِهِ2، فَيُقَالُ لَكَ: أَيُّهَا الْمُعَارِضُ، بِئْسَمَا أَثْبَتَّ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا اللَّهَ بِدِلَالَاتِهِ وَعَلَامَاتِهِ وَبرِسَالَاتِ نَبِيِّهِ، وَمَا أَنْزَلَ فِي كُتُبِهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ مَقَامِهِمْ حَتَّى يَعْرِفُوهُ بِهَا فِي الْآخِرَةِ؛ إِذْ مَاتُوا كُفَّارًا فِي دَعْوَاكَ، جُهَّالًا بِاللَّهِ وَبِدِلَالَاتِهِ، فَإِنْ كَانُوا كَذَلِكَ فِي دَعْوَاكَ لَمْ يَكُونُوا إِذا أَوْلِيَاء الله؛ إِذا لَمْ يَمُوتُوا3 عَلَى حَقِيقَةِ مَعْرِفَةِ الله تَعَالَى4 وَلَا استحقوا
= ثُبُوته للمعاضد كشيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية وَأَنه يحْتَج بِهِ، والْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد تقويه وتدل على مَعْنَاهُ.
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير/ تَحْقِيق وَتَخْرِيج حمدي السلَفِي/ حَدِيث 9169، 273/9 من طَرِيق الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: قَالَ عبد الله:"سارعوا إِلَى الجُمَع، فإنَّ الله يبرز لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كثيب من كافور فَيَكُونُوا من الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَة ..."الحَدِيث، وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع 178/2:"وَأَبُو عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه".
وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْعُلُوّ/ مُرَاجعَة وَتَصْحِيح عبد الرَّحْمَن عُثْمَان/ ص"60"من طَرِيق المَسْعُودِيّ بِسَنَد الدَّارمِيّ بِمثلِهِ قَالَ الذَّهَبِيّ:"مَوْقُوف حسن"، وَفِي ص"65"من طَرِيق آخر عَن ابْن مَسْعُود بِنَحْوِهِ، قَالَ الذَّهَبِيّ:"أخرجه ابْن بطة فِي الْإِبَانَة الْكُبْرَى بِسَنَد جيد".
وَانْظُر: مَجْمُوع الْفَتَاوَى لِابْنِ تَيْمِية 401/6-405، 415-417، والسيوطي فِي اللآلئ المصنوعة 460/2، والكناني فِي تَنْزِيه الشَّرِيعَة 385/2، والألباني فِي مُخْتَصر الْعُلُوّ ص"104".
1 فِي الأَصْل"ودلالاته"وَمَا أَثْبَتْنَاهُ أوضح.
2 فِي ط، س، ش"لَا هُوَ نَفسه".
3 فِي الأَصْل"لم يمتوا"وَفِي بَقِيَّة النّسخ"يموتوا"وَبِه يَتَّضِح الْمَعْنى.
4 لَفْظَة"تَعَالَى"لَيست فِي ط، س، ش.