وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُكَ: إِنَّهُ يتقرَّب إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لَا بالدنو مِنْهُ، أوَ لم تَعْلَمْ أَيُّهَا الْمُعَارِضُ أَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بِيَوْمِ عَمَلٍ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ جَزَاءٍ لِلْأَعْمَالِ الَّتِي يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ فِي الدُّنْيَا؟ فَكَيْفَ رَفَعَ اللَّهُ الْعَمَلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَأَوْجَبَهُ عَلَى دَاوُدَ1؟ قُلْتَ: وَكَذَلِكَ مَا رَوَى الْمَسْعُودِيُّ2 عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو3 عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ4 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ5:"أَنَّ الرَّب يَبْدُو لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ عَلَى كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ6، فَيَكُونُونَ مِنْهُ فِي الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي الدُّنْيَا"7 فَادَّعَيْتَ أَنَّ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ هَذَا مِنَ الْقُرْبِ: أَنَّهُ يَبْدُو لَهُمْ بِظُهُور الدلالات،
1 دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، تقدم ص"742".
2 المَسْعُودِيّ عبد الرَّحْمَن بن عبد الله، تقدم ص"718".
3 الْمنْهَال بن عَمْرو، تقدم ص"466"، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان 192/4: وَعنهُ شُعْبَة والمسعودي.
4 أَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود، تقدم ص"251".
5 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنهُ، تقدم ص"190".
6 قَالَ الفيروز آبادي فِي الْقَامُوس 128/2 مَادَّة"الْكفْر"قَالَ:"والكافور نبت طيب نوره كنور الأقحوان والطلع أَو وعاؤه، وَطيب مَعْرُوف يكون من شجر بجبال الْهِنْد والصين يظل خلقا كثيرا، تألفه النمورة، وخشبه أَبيض هش، يُوجد فِي أجوافه الكافور وَهُوَ أَنْوَاع ولونها أَحْمَر وَإِنَّمَا يبيض بالتصعيد وَمَعَ الْكَرم"أَي"عقدتكون فِي مخارج عناقد الْكَرم"كَمَا قَالَ الفيروز آبادي فِي الْمصدر نَفسه 34/3.
قلت: وَهَذَا هُوَ معنى الكافور لُغَة، وَإِلَّا فَمن الثَّابِت أَنه لَيْسَ فِي الْجنَّة شَيْء مِمَّا فِي الدُّنْيَا إِلَّا الْأَسْمَاء.
7 لفظ"فِي الدُّنْيَا"لَيْسَ فِي س.
قلت: الحَدِيث نهم من ضعَّفه لِأَن فِي سَنَده رُوَاة مَجْهُولُونَ وَمِنْهُم من رأى =