فهرس الكتاب
الصفحة 35 من 112

وقد تبرأ إبراهيم من أقرب الناس إليه، لما تبين له أنه مصرّ على شركه وكفره، قال تعالى عنه: { فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } [التوبة: 114] .. ذلك بعد أن دعاه بالحكمة والموعظة الحسنة، فتجده يخاطبه بقوله: { يا أبت إني قد جاءني من العلم } [مريم: 43] .. { يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } [مريم: 45] .. وهكذا موسى مع فرعون.. بعد أن أرسله الله إليه وقال: { فقولا له قولاً ليّنا لعله يتذكر أو يخشى } [طه: 44] .. فقد بدأ معه بالقول اللين استجابة لأمر الله فقال: { هل لك إلى أن تزكّى وأهديك إلى ربك فتخشى } وأراه الآيات والبينات.. فلما أظهر فرعون التكذيب والعناد والإصرار على الباطل، قال له موسى كما أخبر تعالى: { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني أظنك يا فرعون مثبورا } [الإسراء: 102] . بل ويدعو عليهم قائلاً: { ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } [يونس: 88] ، فالذين يدندنون على نصوص الرفق واللين والتيسير على إطلاقها ويحملونها على غير محملها، ويضعونها في غير موضعها، ينبغي لهم أن يقفوا عند هذه القضية طويلاً، ويتدبروها ويفهموها فهماً جيداً.. إن كانوا مخلصين..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام