الله سبحانه وتعالى أمر بالاستعانة والصبر، ومن أعظم أنواع الاستعانة أن يهتدي الإنسان بما مده من أسباب العون لعباده، وأسباب العون لعباده أن يأخذوا بمعاول الإصلاح ومعاول الإصلاح هي الأدلة من الكتاب والسنة، ولا يأخذ الإنسان بمعاول الذوق والحس؛ ومن أخذ بإصلاح المجتمعات بذوقه وحسه ورأيه وهواه وفكره مجرداً عن أسباب الإعانة التي أنزلها الله جل وعلا من السماء إلى العباد في الأرض حتى تصلح أحوالهم كانت الأسباب ضعيفة جداً وواهية، فانقطعت بأصحابها، ولم يكونوا ممن استعان بالله؛ وقد أمر الله جل وعلا موسى أن يأمر قومه بأن يستعينوا بالله قبل أن يباشروا الإصلاح في ذلك، وأعظم أنواع الاستعانة هو الاتكال على الله جل وعلا باطناً وظاهراً بالاعتماد على ما أمر الله سبحانه وتعالى بالأخذ به، بالاعتماد على كتابه، وما أمر الله سبحانه وتعالى بتقديمه من مراتب الأوامر، وكذلك معرفة المحرمات التي ينهى الإنسان عنها على سبيل التدرج لا على سبيل الحس والذوق. كثير من الناس يستعظم ذنباً من الذنوب بحسب ذوقه وحسه، وبحسب ما يعيشه أو ما يرجع ذلك إلى فطرته أو غيرته، أو لبيئته ونحو ذلك، ولكن الله جل وعلا قد جعل موازين الأحكام بحسب تشريع ما أنزله الله جل وعلا من مراتب.