ومن الأمور المهمة أيضاً أنه ينبغي للإنسان أن يعرف مقادير المظالم ومراتبها، حتى لا تنزل به العقوبة، ويظن أنه على الحق؛ لهذا ينبغي للإنسان أن يعرف حدود ماله، وإذا عرف حدود ماله عرف ما لغيره، وإذا عرف ما لغيره عرف ما له؛ ولهذا بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أموال الناس ودماءهم وأعراضهم حرام وبيّن أن الحقوق التي تكون بين العباد لا بد فيها من الوفاء في الدنيا؛ وذلك لأنها متعلقة بعاجل لا متعلقة بآجل؛ ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم -كما روى الإمام أحمد وأصله في البخاري معلقاً من حديث عبد الله بن أنيس- قال عبد الله بن أنيس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحشر الله العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، فيناديهم الله جل وعلا بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فيقول جل وعلا: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه حتى اللطمة، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وعنده لأحد من أهل النار حق حتى أقصه منه حتى اللطمة.