وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن يكون على بينة وبصيرة فيها، وهي مسألة الإصلاح وأهميتها، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يعلق إصلاحه بالتأثر ظاهراً، بل أن نحافظ على البواطن ولو وجد المخالفون، ولو وجد الذين يخالفون أمر الله جل وعلا ويشربون الخمر، يكفينا منهم أن يقروا بأن الخمر حرام ولو فعلوه، ولو وجد في الأمة من يزني يكفينا أنهم يقرون بأن الزنا حرام ولو فعلوه؛ فإن هذا قدر عظيم من أمور الخير، وقدر عظيم من أمور الإصلاح؛ فإن الإنسان إذا كسب ذلك كسب الحماية والنجاة لهذه الأمة. فقيام المصلحين بالإصلاح من الأمور المهمة لنجاة المجتمعات، فقد أنجى الله جل وعلا مجتمعات عريضة مترامية كثيرة العدد بوجود المصلحين فيها، ولو كانوا يؤطرون على الباطل، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده.