فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 43

وقوله تعالى:"أنزله بعلمه" (النساء: 166) .

وقوله تعالى:"أنَّ القُوَّةَ للّهِ جَمِيعاً" (البقرة: 165) .

وإنما قلنا: إن صفات الله تعالى لا هو ولا غيره ولا بعضه؛ لأنها لو كانت هو لكانت معبودة في الأزل وهذا كفر، ولو كانت غيره لوجب أن يكون معه في الأزل، والقول بأزلية غير الله تعالى كفر، ولا يجوز أن يكون بعضه؛ لان التبعيض والتجزيء علامة الحدوث، ولا يجوز أن تكون هذه الصفات حادثة لأن القول بحدوثها يؤدي إلى أن الله تعالى لا يكون موصوفاً بها قبل الحدوث وإذا لم يكن موصوفاً بهذه الصفات يكون موصوفاً بأضدادها، والله تعالى منزه عن ذلك. وإذا انتفت هذه الصفات وجب القول بكون الصفات لا هو ولا غيره ولا بعضه.

وصفات الله تعالى غير متعددة خلافاً للأشعرية؛ لأن العدد إنما يقع على ما يقبل الزيادة والنقصان والقلة والكثرة وصفات الله تعالى غير متناهية، ولا يقبل الزيادة والنقصان والقلة والكثرة، لأن ذلك أمارة الحدث، ولا فرق عند أصحابنا بين صفات الفعل وصفات الذات والكل أزلية على ما قدرنا قبل ذلك في مسألة التكوين والمكون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام