فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 43

وقوله:"والمعراج حق وقد أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء ثم إلى حيث شاء العلي، وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه ما أوحى".

وقالت المعتزلة والجهمية والقدرية والرافضة والخوارج: إنّ المعراج كان في النوم، ومنهم من قال: كان في اليقظة، لكن من مكة إلى بيت المقدس، ومن أنكر الإسراء فقد رد ما أخبر به الكتاب، وهو قوله تعالى:"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا" (الإسراء: 1) .

ومن أنكر أنه عرج بشخصه إلى السماء فقد رد قوله تعالى:"وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى" (النجم: 13،14) .

ومن رد نص الكتاب كان من الكافرين.

القول في الحوض

وقوله: والحوض الذي أكرمه الله به غياثاً لأمته حق.

والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الأخبار، وأنكرت الخوارج والروافض ذلك، وأنكرت المعتزلة الشفاعة، ومن أنكر ذلك رد قوله تعالى:"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" (الكوثر: 1) . وأنكر الأخبار الواردة في ذلك.

وكذلك الشفاعة ثابتة بنص الكتاب بقوله تعالى:

"مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (البقرة: 255) . إلى غير ذلك.

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من أنكر شفاعتي فليس له فيها نصيب" [1] .

حاشية

[1] رواه الربيع في مسنده (304/ 1) ، والطبراني في الأوسط (174/ 2) ، (69/ 6) ، وابن أبي عاصم في السنة (461/ 2) ، بنحوه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام