وقوله: ونؤمن بالكرام الكاتبين فإن الله قد جعلهم علينا حافظين.
مسألة: قال أهل الحق: إن الحفظة حق، وهما ملكان بالنهار، وملكان بالليل، يكتبان ما يفعله ويقوله بنو آدم. أحدهما: عن اليمين يكتب الحسنات، والآخر: عن الشمال يكتب السيئات، خلافاً للمعتزلة والخوارج والروافض.
والحجة لأهل الحق: قوله تعالى:"وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ" (الانفطار: 10، 11) .، وقوله تعالى:"مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 18) .
وقوله: ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين. لقوله تعالى:"قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ" (السجدة: 11) .
ولا نقول بتناسخ الأرواح كما يقوله أهل الضلال.
وقوله: ونؤمن بعذاب القبر لمن كان له أهل.
مسألة: قال أهل الحق: إن عذاب القبر حق خلافاً للقدرية والخوارج وبعض المعتزلة.
قال أبو حنيفة: من أنكر عذاب القبر فهو من الطبقة الجهمية الهالكة.
والحجة لأهل الحق: قوله تعالى:"وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ" (السجدة: 21) .
وقوله تعالى:"النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (غافر: 46) . وكذلك قوله عليه السلام:"تنزهوا عن البول فإن عامة عذاب القبر منه". إلى غير ذلك من الأخبار.