قوله: وأن محمداً عبده المصطفى، ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء المبعوث بالحق والهدى وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين.
لأنه لا يتم إلا بالاعتراف برسالته والتصديق بجميع ما جاء به، والإقرار بنبوته وكونه خاتم الأنبياء. وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والكتب المنزلة عليهم على ما نذكره بعد ذلك.
وكل دعوى النبوة بعده نفي وهوى: وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى، وبالنور والضياء.
وقوله: أن القرآن كلام الله منه بدا.
معناه: ظهر لنا أن لصفاته ابتداء وانتهاء، لأنه بذاته وصفاته على ما مر.
وقوله: بلا كيفية، قولاً؛ لأن القرآن كلام الله تعالى لا يكيف ولا يحاط كذاته تعالى.
وقوله: وأنزله على نبيه وحياً وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله تعالى وعابه وأوعده عقابه حيث قال:"سَأُصلِيهِ سَقَر" (المدثر: 26) .
فلما أوعد الله بسقر لمن قال:"إَن هَذَا إِلّا قَولُ البَشَرِ" (المدثر: 25) .
علمنا أيضاً أنه قول خالق البشر ولا يشبهه قول البشر.
مسألة: قال أهل الحق: إن كلام الله صفة أزلية قائمة بذاته، منافية للسكوت والآفة وهي الطفولية والخرس ليس من جنس الحروف والأصوات.
وقال مشايخنا: القرآن كتلوّ بألسنتنا محفوظ في صدورنا غير حالٍّ فيها.