المقدمة [1]
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، وأحيانا بهذا المعتقد السليم المنزّه عن التعطيل والتشبيه والتجسيم، وعما يعتقده أهل القدر والجبر ومنكر الحليم، ثم الصلاة على رسوله الكريم محمد ذي الخلق العظيم، وعلى آله وأصحابه أبلغ صلاة وتسليم.
وبعد: فهذا المعتقد رواه أبو جعفر أحمد بن سلامة الازدي الطحاوي، وهو الموثوق بروايته، المصدق في مقالته، أجمع الفقهاء وأهل الحديث على قبول ما يرويه وصحة ما يعزيه وتبحره في أنواع العلوم من الأصول والفروع، والحديث والإنشاء والقرآن والتفسير والشروط، وله في كل ذلك تصانيف قد سرت في جميع الآفاق.
روى هذا المعتقد عن إمام الأئمة، وسراج أهل الجنة، أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله عنه، ورواه عن أصحابه فقهاء الملة: أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله مجمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم أجمعين، وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين، وذكره بأوجز عبارة وأبلغ إشارة وضمنه معظم مسائل أصول الدين غير أني لا أقف على ذلك إلا بالتنبيه.
فأحببت أن أبين ما ذكر فيه من المسائل مشيراً إلى نبذة يسيرة من الدلائل مما يعتمده أهل السنة والجماعة، منبهاً على من خالفهم من أهل البدع والاهواء
حاشية
[1] تنبيه: أصل الكتاب: مخطوطة مكتبة شستربني -إيرلندا- دلبن تحت رقم (2446\ 3) ، ضمن مجموع، كتبت سنة 906 هـ. ومخطوطة مكتبة رئيس الكتاب بتركيا (304\ 3) كتبت سنة 1135 هـ، ومخطوطة مكتبة كوبريلي بتركيا تحت رقم (847\ 2) ، كتبت سنة 821 والمطبوعة.