فهرس الكتاب
الصفحة 22 من 43

وقوله: ونقول: إن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلاً ولم موسى تكليماً إيماناً وتصديقاً وتسليماً.

مضى على ما أصل من ترك التأويل وفي لطفه سبحانه وتعالى وقدرته بأن يخص موسى -صلوات الله عليه-بألطاف وأنوار يفهم منه كلامه الأزلي الذي ليس من جنس الحروف والأصوات كما بينا.

مسألة الإيمان بالملائكة والأنبياء والكتب

وقوله>: ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين.

فهذه جملة لا يصح الإيمان إلا بها، والدليل عليه قوله تعالى:"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ" (البقرى: 285) .

فالله سبحانه وتعالى سمى المؤمنين: من آمن بهذه الجملة، وجعل الكافرين: من"كفر"بهذه الجملة. بقوله تعالى:"وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ" (النساء: 136) .

والإيمان بالنبي فريضة، كما يفترض الإيمان بالرسول، ولهذا قال تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ" (الحج: 52) .

جمع بينهما في الإرسال إلا أن الله تعالى فضل بعضهم على بعض على ما نطق به الكتاب، وجعل بعضهم صاحب شريعة وكتاب، ولا يوجب ذلك نقصاناً في أحد منهم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فضله الله تعالى على جميع الأنبياء والمرسلين وجعله رحمة للعالمين، وأرسله إلى الناس كافة وإلى الجن، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، فصلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام