سلسلة منهاج المسلم - (56)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس، ندرس كتاب منهاج المسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى [ الفصل الرابع عشر ] وهو [ في آداب النوم].

فهيا بنا نستعرض متأملين متدبرين هذه الآداب، عسى الله أن يرزقناها، ويجعلنا من أهلها، فنتأدب بها ما حيينا، اللهم حقق لنا ذلك، إنك الولي والقادر عليه.

قال: [ المسلم يرى النوم من النعم التي امتن الله تعالى بها على عباده ] إي والله! النوم نعمة من النعم [ في قوله تعالى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ [القصص:73] ] أي: في الليل [ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ [القصص:73] ] أي: في النهار [ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73]. وفي قوله تعالى: وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا [النبأ:9] ] أي: راحة يستريح فيها العبد [ إذ سكون العبد ساعات بالليل بعد حركة النهار الدائبة مما يساعد على حياة الجسم، وبقاء نمائه ونشاطه؛ ليؤدي وظائفه التي خلقه الله تعالى من أجلها ] ألا وهي شكر الله وذكره.

قال: [ فشكر هذه النعمة يستلزم من المسلم أن يراعي في نومه الآداب التالية:]

الأول: أن لا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء إلا لضرورة

[ أولاً: أن لا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء إلا لضرورة، كمذاكرة علم، أو محادثة ضيف، أو مؤانسة أهل ] أي: زوجة [ لما روى أبو برزة ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكره النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها ) ] أي: ويكره الحديث بعدها.

الثاني: أن يجتهد في أن لا ينام إلا على وضوء

[ ثانياً: أن يجتهد في أن لا ينام إلا على وضوء ] لا ينام العبد.. الرجل أو المرأة إلا على وضوء؛ وذلك [ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب رضي الله عنه: ( إذا أتيت مضجعك ) ] مكان اضطجاعك ونومك [ ( فتوضأ وضوءك للصلاة ) ] بلا زيادة ولا نقصان.

الثالث: أن ينام ابتداء على شقه الأيمن

[ ثالثاً: أن ينام ابتداءً على شقه الأيمن ] في بداية النوم ينام على شقه الأيمن [ ويتوسد يمينه ] أي: يده اليمنى [ ولا بأس أن يتحول إلى شقه الأيسر فيما بعد ] أول مرة ينام على جنبه الأيمن، ويتوسد يده اليمنى، وبعد ذلك لا بأس أن ينقلب عن شقه الأيسر [ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للبراء : ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ) ] فالنوم على الشق الأيمن سنة من سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بعدما ينام ساعة أو ساعات ينقلب على شقه الأيسر، فهذا لا بأس، لكن ابتداءً يبدأ بشقه الأيمن [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أويت إلى فراشك ) ] مضجعك [ ( وأنت طاهر فتوسد يمينك ) ] فأثبت الوضوء والتوسد على اليمين. هذه الآداب من السهل القيام بها، والتأدب بها، فليس فيها مشقة ولا كلفة.

الرابع: أن لا يضطجع على بطنه أثناء نومه

[ رابعاً: لا يضطجع على بطنه أثناء نومه ليلاً ولا نهاراً؛ لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنها ضجعة أهل النار ). ] لا ينام على بطنه، فإن هذه النومة نومة أهل النار، فلا نتشبه بهم، وأهل النار كفار وفجار، ما فيهم مؤمن تقي [ وقال: ( إنها ضجعة لا يحبها الله عز وجل ) ] فوق ذلك فهي ضجعة لا يحبها الله عز وجل. فكيف نحب ما لا يحب الله؟ لسنا إذاً بأوليائه. فلا بد وأن نحب ما يحب الله، ونكره ما يكره الله، فإذا كان الله يكره هذه النومة فلا ننامها؛ لأنها ضجعة لا يحبها الله عز وجل، وفوق ذلك فهي ضجعة أهل النار.

الخامس: أن يأتي بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم

[ خامساً: أن يأتي بالأذكار الواردة ] عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم [ ومنها: أولاً: أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ] إذا أويت إلى فراشك أو مضجعك فلا بد أن تأتي بهذا الورد، وهو: سبحان الله! ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، فهذه تسع وتسعون تسبيحة، ثم تختم المائة بـ(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وهذا التسبيح يقال أيضاً دبر الصلوات الخمس المفروضة، يأتي به المؤمنون والمؤمنات.

هذا الورد وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأرشد إليه، وعلمه لأصحابه دبر كل صلاة مكتوبة: الصبح .. الظهر .. العصر .. المغرب .. العشاء، إذ جاءه وفد من الفقراء، وقالوا: أهل المال غلبونا، جاهدوا كما نجاهد، وفعلوا وفعلوا، وما عندنا نحن مال، فماذا نصنع؟ فعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا التسبيح وقال: (تدركونهم إلا من فعل مثلكم). فلهذا لا يترك المؤمن هذا الدعاء ولو كان ماشياً أو راكباً، ويحافظ عليه عند النوم بصفة خاصة؛ وذلك [ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام لـعلي بن أبي طالب ] ابن عمه وصهره [ وفاطمة ] ابنته [ رضي الله عنهما، وقد طلبا منه خادماً يساعدهما في البيت ] جاء علي وزوجه فاطمة ودخلا على بيت رسول الله يطلبان خادماً يخدمهما في البيت؛ لأن فاطمة لا تقوى على بيت بكامله، فقال لهما: [ ( ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ ) ] ألا أدلكما على خير مما طلبتما؟ ما هو؟ قال: [ ( إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ) ] هذا الورد أيضاً لا ينبغي أن تتركه وأنت على فراشك، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، ثم اختم المائة بـ(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)، سبح على انفراد سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! ثلاثاً وثلاثين، الحمد لله! الحمد لله! ثلاثاً وثلاثين، الله أكبر! الله أكبر ! ثلاثاً وثلاثين أو أربعاً وثلاثين، يجوز هذا وهذا؛ فقد ورد بهذا وهذا، ويجوز أن تختم المائة بتكبيرة وهي قولك: (الله أكبر)، أو بـ(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) [ ثانياً: أن يقرأ الفاتحة، وأول سورة البقرة إلى: الْمُفْلِحُونَ [البقرة:5]، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ ... [البقرة:284] ] هذه أيضاً أذكار واردة.

أولاً: قراءة الفاتحة على شرط أن لا تكون جنباً، بل تكون طاهراً متوضئاً، وأول سورة البقرة: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ [البقرة:1-2] إلى قوله: الْمُفْلِحُونَ [البقرة:5]. وآية الكرسي التي نقرؤها دبر كل صلاة، ومن قرأها دبر كل صلاة فله جائزة من أعظم الجوائز، وهو أن صاحبها لا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت فقط. وآخر سورة البقرة: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ [البقرة:284] [ إلى آخر السورة] أي: سورة البقرة [ لما ورد من الترغيب في ذلك] فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيه.

[ ثالثاً: أن يجعل آخر ما يقوله هذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( باسمك اللهم وضعت جنبي، وباسمك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك. اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، أستغفرك وأتوب إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ) ] هذا يحتاج إلى حفظ، فالمسلم وهو متوسد يمينه يدعو بهذا الدعاء، ويسبح بهذا التسبيح.

[ رابعاً: أن يقول إذا استيقظ أثناء نومه ] كأن نام ساعة أو ساعتين ثم استيقظ ثم نام [ ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ). وليدعو بما شاء؛ فإنه يستجاب له ] فمن كانت عنده حاجة يدعو بهذا الدعاء ثم يطلب حاجته: اعطني كذا، أو اغفر لي، أو ارحمني [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من تعار بالليل ) ] أي: استيقظ [ ( فقال حين يستيقظ.. ) إلى آخر ] ما قال [ ( ثم دعا استجيب له ) فإن قام فتوضأ وصلى قبلت صلاته ] أي: قبلت صلاة الذي تعار من الليل بلا شك، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أو يقول: ( لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب ) ] هذا أيضاً وارد.

السادس: أن يأتي بأذكار الصباح والمساء

[ سادساً: أن يأتي بالأذكار الآتية إذا هو أصبح:

أولاً: أن يقول إذا استيقظ ] من نومه [ وقبل أن يقوم من فراشه: ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) ] والنشور: الحياة الثانية يوم القيامة، فالله هو الذي ينشرنا، فحياتنا له، ونشورنا في الأرض له، هذا الذكر خفيف على اللسان، ثقيل في الميزان.

[ ثانياً: أن يرفع طرفه إلى السماء ] المراد بالطرف العين [ ويقرأ: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.. [آل عمران:190] الآيات العشر من خاتمة آل عمران ] من استيقظ من نومه، وهو حافظ لهذه العشر الآيات يرفع طرفه إلى السماء ويقرؤها [ إذا هو قام للتهجد ] لا لصلاة الصبح. والتهجد هو صلاة آخر الليل، والهجود: النوم، يذهبه عن نفسه، ويصلي ما شاء الله أن يصلي، إذا أراد السنة يصلي إحدى عشرة ركعة.. يصلي ثماني ركعات، ويصلي الشفع ركعتين، ويصلي الوتر ركعة واحدة، والغريب أنه ما زال الطلاب يجادلون، فيقولون: لماذا تصلون ثلاثاً وعشرين ركعة، والرسول ما صلى إلا إحدى عشرة ركعة؟

والجواب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل، وكان من أصحابه رجال ونساء يقومون الليل، أخبر بهذا الله عز وجل، إذ جاء من سورة المزمل: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ [المزمل:20] وواللهّ! ما علمهم رسول الله كم يصلون، كيف يتركهم يصلون في البيوت نساءً ورجالاً وما يعلمهم؟ لو كان لا بد من عدد محدود، هل يجوز أن يسكت عنهم ويتركهم؟ أخبره الله بأن رجالاً ونساء يصلون في الليل، وحتى قبضه الله، ورفع روحه، ما أخبرهم أنهم يصلون عشراً أو عشرين.

وأدل من هذا في يوم من الأيام قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) اثنتين اثنتين ( فإذا خشي أحدكم الصبح فليصل ركعة توتر له ما قد صلى ) وهذا تعليم عام أم لا؟

وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئلت عائشة عن صلاته بالليل، كيف كان يصلي؟ فقالت: ( كان يصلي ركعتين لا تسأل عن طولهما وحسنهما، ثم ركعتين لا تسأل عن طولهما وحسنهما، ثم ركعتين لا تسأل عن طولهما وحسنهما ) ثمان ركعات ( ثم يصلي ركعتين ويوتر بركعة ) فكيف نقول: ما يجوز إلا إحدى عشرة ركعة؟ معناه أن الرسول خان أمته، تركهم يصلون نساء ورجالاً عشر سنين ما علمهم كم يصلون. عجب لهذا الفهم! فدل هذا على أن صلاة الليل مثنى مثنى، إن شئت صل عشراً أو عشرين أو ثلاثين أو مائة، قدر ما تستطيع، وتوتر بركعة، وإن قلت: أنا أكتفي بإحدى عشرة ركعة فلك ذلك؛ إذ هذا ليس فرضاً عليك، بل هو نافلة، لكن إذا كنت أصلي خمسين ركعة لا تقل لي: لا تصل، السنة هي إحدى عشرة ركعة، كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم في عشر سنوات والمؤمنون والمؤمنات يصلون في بيوتهم ما علمهم كم يصلون؟! أيجوز هذا؟ بل سكت عنهم وفتح الباب على مصراعيه، فصلاة الليل مثنى مثنى بلا حد، فهمتم هذا المعنى أم لا؟ إذ ما يزال بعض الناس يصلون النافلة في التراويح، ويخرجون قبل الإمام، ويقولون: هذه بدعة ليست سنة.

عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه عشر سنوات وهم يصلون في بيوتهم، هل قال لهم: صلوا إحدى عشرة ركعة أو ثلاثين أو عشرين؟ والله ما قال! يعرف أن هذا يصلي عشراً، وهذا يصلي عشرين، وهذا مائة، على قدر طاقتهم في بيوتهم، لو كان لا بد من حد محدود -والله- لكان بلغهم أن صلاة الليل كذا وكذا، لا تزيدوا عن ذلك، بل قال: ( مثنى مثنى فإذا خفت الصبح صليت ركعة )، ثم هو في حد ذاته كان يصلي في بيته هذا العدد، ويقرأ في الركعة الأولى البقرة، والثانية آل عمران، فثمان ركعات عند الرسول نصف الليل.. ثلث الليل، ما هي نصف ساعة بساعاتنا [ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( لما بت عند خالتي ميمونة ) ] عبد الله بن عباس وهو طفل صغير ما بلغ العاشرة، قال: نمت عند خالتي ميمونة [ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( نام الرسول عليه الصلاة والسلام حتى نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ) ] حين انتصف الليل، أو قبل الانتصاف بقليل، أو بعده بقليل [ ( ثم استيقظ ) ] أي: النبي صلى الله عليه وسلم [ ( فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فيها ماء ) ] قربة صغيرة [ ( فتوضأ منها فأحسن الوضوء ) ] توضأ على أجود ما يكون [ ( ثم قام فصلى ) ] فـابن عباس شاهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ العشر الآيات عندما كان يصلي الرسول صلاة الليل في بيته، وذلك حينما بات عند خالته ميمونة رضي الله عنها، فعلم كيف كان قيام الرسول في الليل؟ وكم صلى؟

[ ثالثاً: أن يقول أربع مرات: ] هذا يجب أن يحفظ [ ( اللهم إني أصبحت بحمدك، أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك ) ] والملائكة هم الذين يحملون العرش [ ( وجميع خلقك أنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك ) ] يقول ذلك أربع مرات إذا أصبح، وأربعاً إذا أمسى [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قالها مرة أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعاً أعتقه الله من النار ) ] هذه أعظم شهادة، من قالها مرة أعتق ربعه، ومن قالها مرتين أعتق نصفه، ومن قالها ثلاثاً أعتق ثلاثة أرباعه، ومن قالها أربعاً أعتقه الله كاملاً. اللهم اجعلنا وإياكم من المعتوقين.

[رابعاً: أن يقول إذا وضع رجله على عتبة الباب خارجاً:] خارجاً من البيت صباحاً ذاهباً إلى المسجد [ ( بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله )؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا قال العبد هذا قيل له: ) ] هديت و[ (كفيت ) ] أي: هداك الله وكفاك ما يهمك في دينك ودنياك، أو هداك الله وكفاك أمور دينك ودنياك.

[ خامساً: إذا غادر العتبة ] عتبة الباب [ قال: ( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي ) ؛ وذلك لقول أم سلمة رضي الله عنها: ( ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي ) ].

وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.