فهرس الكتاب
الصفحة 316 من 328

(فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم) . متفق عليه.

وفي صحيح مسلم:

(تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: يارب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً) .

وفي صحيح البخاري:

(حتى يمر آخرهم يسحب سحباً) .

وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن الأمم أمته لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسول يومئذ اللهم سلم سلم) . رواه البخاري.

والصراط إنما يمر ويسير عليه أهل الإسلام دون غيرهم، وأقصد بأهل الإسلام كل من كان مسلماً سواء من هذه الملة أو من الأنبياء من قبل، فأهل الكفر لا يجوزون الصراط ولا يأتون إليه، بل يصار بهم إلى النار ابتداءً، كما في حديث أبي سعيد وأبي موسى في الصحيحين: (أنه ينادى في الناس يوم القيامة فيقال: من كان يعبد شيئاً فليتبعه) ؛ فيتبع عباد الشمس الشمس، ويتبع عباد القمر القمر، ويتبع عباد الطواغيت الطواغيت، ويصيرون إلى النار يلقون فيها يكبكبون، كما قال الله عز وجل: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) (الشعراء:94 - 95) ، فيلقون فيها إلقاءً.

والناس في عبورهم على الصراط يتفاوتون كما وضحت السنة: (فمنهم كالبرق، ومنهم كالريح الشديدة، ومنهم كأجاويد الخيل، ومنهم كركاب الإبل، ومنهم يمشي على رجليه، ومنهم من يزحف زحفاً، ومنهم من تخطفه الكلاليب) ، أسرعهم من يمر كلمح البصر، ثم بعد ذلك كالبرق، ثم كالريح الشديدة، ثم كأجاويد الخيل، ثم كأجاويد الإبل، على حسب الترتيب السابق، وهذا التفاوت في السير على الصراط ناشئ عن التفاوت في العمل، قال الله عز وجل: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (الواقعة:10) .

وعن عائشة رضي الله عنها: قالت: سألتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (يوم تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ) . (إبراهيم: 48) قلت: أيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يومئذ يا رسول اللّه؟ قال: (على الصراطِ) . أخرجه مسلم، والترمذي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام