فهرس الكتاب
الصفحة 269 من 328

والايمان بعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين. والايمان بالحياة البرزخية. والايمان بعدم رجوع من مات الى الحياة الدنيا. ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى أبن مريم عليه السلام من السماء، وظهور المهدي، وأن المسلمين سيقاتلون اليهود وينتصرون عليهم،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن القيم: وأن الخلق ميتون بآجالهم، فأرواح أهل السعادة باقية منعمة إلى يوم القيامة، وأرواح أهل الشقاء في سِجِّين معذّبة إلى يوم القيامة، وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن عذاب القبر حق، وأن المؤمنين يفتنون في قبورهم، ويضغطون ويسألون، وُيثَبِّت اللَّهُ منطق من أحب تثبيته، وأنه ينفخ في الصور فَيُصْعَقُ مَنْ في السموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، كما بدأهم يعودن: حفاةَ عراةً غُرْلاً، وأن الأجساد التي أطاعت أو عصت هي التي تبعث يوم القيامة لتجازى، والجلود التي كانت في الدنيا والألسنة والأيدي والأرجل التي تشهد عليهم يوم القيامة على من تشهد عليه منهم. أنتهى

الإيمان بنعيم القبر لأهل الطاعة وبعذاب القبر لمن كان مستحقا له من أهل المعصية والفجور من أصول الإيمان التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة.

فمن أدلة الكتاب على نعيم القبر قول الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) (إبراهيم: 27) ، فدلت الآية على تثبيت الله تعالى للمؤمنين عند السؤال في القبر وما يتبع ذلك من النعيم. أخرج البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه قال: (إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله:(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) . ودليل عذاب القبر من القرآن قول الله تعالى: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر: 45، 46) ، قال القرطبي: (الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر) . وقال الحافظ ابن كثير: (وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور) كما دل على عذاب القبر من القرآن أيضا قوله تعالى: (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) (التوبة: 101) ، فقد استدل بها كثير من السلف على عذاب القبر، فعن مجاهد أنه قال في تفسير الآية: (بالجوع وعذاب القبر، قال: ثم يردون إلى عذاب عظيم يوم القيامة) . وعن قتادة قال: (عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم) ، وقد استدل بهذه الآية والتي قبلها على عذاب القبر الإمام البخاري في ترجمته للأحاديث في عذاب القبر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام