فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 328

الضلال: العدول عن الطريق المستقيم. وهو ضد الهداية،

و يطلق على الكفر، وعلى الشرك وعلى المخالفة التي هي دون الكفر، وعلى الخطأ، وعلى النسيان.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال في لسان العرب:

الضَّلالُ والضَّلالةُ ضدُّ الهُدَى والرَّشاد ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً وقال كراع وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ وقال اللحياني أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ بالكسر أَضَلُّ وهو ضالٌّ تالٌّ وهي الضَّلالة والتَّلالة وقال الجوهري لغة نجد هي الفصيحة قال ابن سيده وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ.

قال في تاج العروس:

الضَّلاَلُ والضَّلاَلَةُ والضُّلُّ ويُضَمُّ والضَّلْضَلَةُ والاُضْلُولَةُ بالضَّمِّ والضِّلَّةُ بالكَسرِ وهُما مُفْرَدا أَضَالِيلَ في قَوْلَيْنِ والضَّلَلُ مُحَرَّكَةً: ضِدُّ الْهُدَى والرَّشادِ وقالَ ابنُ الكَمالِ: الضَّلالُ فَقْدُ ما يُوَصِّل إلى المطلوبِ وقيلَ: سُلُوكُ طَرِيقٍ لا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ وقالَ الرَّاغِبُ: هوَ العُدُولُ عن الطريقِ المُسْتَقِيمِ وتُضَادُّه الهِدَايةُ قالَ اللهُ تَعالى: (فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) ويُقالُ: الضَّلالُ: لِكُلِّ عُدُ، لٍ عن الحَقِّ عَمْداً كانَ أو سَهُواً يَسِيراً كانَ أو كثيراً فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ الذي هو المُرْتَضَى صَعْبٌ جِداً ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: (اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصُوا) ولذا صَحًّ أن يُسْتَعْمَلَ لَفْظُهُ فيمَن يكونُ منه خَطَأٌ مَّا ولذلكَ نُسِبَ إِلى الأَنْبِياءِ وإِلى الكُفَّارِ وإِنْ كانَ بَيْنَ الضّلاَلَيْن بَوْنٌ بَعِيدٌ أَلاَ تَرَى أنَّهُ قالَ في النّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: (وَوَجْدَكَ ضَالاًَّ فَهَدَى) أي غيرَ مُهْتَدٍ لِمَا سِيقَ إِلَيْكَ من النُّبُوَّةِ وقالَ تعالى في يَعْقُوبَ عليه السلامُ: (إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) وقال أولادُهُ: (إِنَّ أبانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ) إِشَارَةً إلى شَغَفِهِ بيُوسُفَ وشَوْقِهِ إليه وقالَ عن موسى عليه السلامُ: (قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) تَنْبيهاً أَنَّ ذلك منهُ سَهْوٌ قالَ: والضَّلالُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَرْبَانِ ضَلاَلٌ في العُلُومِ النَّظَرِيَّةِ كالضَّلالِ في معرفَةِ وَحْدَانِيَّتِهِ تَعالى ومعرِفَةِ النُّبُوَّةِ ونحوِهما المُشارِ إليْهِما بقولِهِ تَعالَى: (ومَنْ يَكْفُلْ باللهِ ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ) إلى قَوْلِهِ: (فقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) وضَلاَلٌ في العُلُومِ العَمَلَيِّةِ كَمعرِفَةِ الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ التي هي العِبادَاتُ ضَلَلْتَ كزَلَلْتَ تَضِلُّ وتَزِلُّ أي بفتحِ العَيْنِ في المَاضِي وكسرِها في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام