ـــــــــــــــــــــــــــــ
(والصور) البوق الذي ينفخ فيه يوم القيامة. أيذاناً بقيام الساعة وحساب الخلق.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (254)
وقال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (المؤمنون: 101 - 103) . قال البيضاوي: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصور) لقيام الساعة والقراءة بفتح الواو وبه وبكسر الصاد يؤيد أن (الصور) أيضاً جمع الصورة.
وقال ابن جرير الطبري: اختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ) من النفختين أيّتُهما عُنِيَ بِها، فقال بعضهم: عُنِي بها النفخة الأولى. فقصد ابن جرير في تفسيره لهذه الآية ان الصور هو القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام. خلافا لما قاله الالوسي والبيضاوي.
وقال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13) وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (18) الواقعة.
وروى البخاري في صحيحة: (بينما يهوديّ يعرِض سِلْعَتَهُ أُعطِيَ بها شيئا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟ فذهب إِليه، فقال: يا أبا القاسم، إِن لي ذِمَّة وعهدا، فما بالُ فلان لطمني؟ فقال: لِمَ لَطَمْتَ وجهه؟ فذكره، فَغَضِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى رُئِيَ في وجهه، ثم قال: لا تُفضِّلوا بين أنبياء الله، فإنه يُنْفَخ في الصور، فيَصْعَقُ مَن في السموات ومن في الأرض إِلا من شاء الله، ثم يُنفَخ فيه أخرى فأكون أولَ مَن يُبعَثُ، فإِذا موسى آخِذ بالعرش، فلا أدري: أحُوسِبَ بِصَعْقَةِ الطُّور، أم بُعث قَبلي؟ ولا أقول: إِن أحدا أفضل من يونس بن مَتّى) . أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري طرف: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إِني لأوَّلُ مَنْ يَرفع رأسه بعد النفخة، فإِذا موسى مُتعلّق بالعرش) .