فهرس الكتاب
الصفحة 114 من 328

ومن اصول التوحيد هو ان نعبد الله وحده ولا نجعل شريكا له في ربوبيته وإلهيته بأن ندعو معه غيره، أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة: كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة والدعاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أصل العبادة في اللغة التّذليل من قولهم: طريق مُعَبَّد: أي مُذّلَّل، بكثرة الوطء عليه، قال طَرَفة:

تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأتبعَتْ وَظيفاً وظيفاً فوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ

المَوْر: الطّريق ومنه أُخذ العبد لذلته لمولاه والعبادة والخضوع والتّذلل والاستكانة قرائب في المعاني.

وفي تهذيب اللغة واللسان: العبادة هي الطاعة مع الخضوع.

قال ابن الاثير:

العبادة قسمان: نُسْكٌ ووَرَع فالنُّسْك: ما أمَرتْ به الشريعة. والورَع: ما نَهَت عنه. وإنما يُنْتَهَى عنه بالصبر فكانَ الصبرُ نصفَ الإيمان.

تعريف النذر: قال الازهري:

قال الليث: النَّذْرُ ما ينذره الإنسان فيجعله على نفسه نحباً واجبا،

قال في اللسان: (نذر) النَّذْرُ النَّحْبُ وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً وجمعه نُذُور وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً والنَّذِيرة ما يُعطيه والنَّذِيرة الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى وجمعه النَّذَائر وقد نَذَرَه وفي التنزيل العزيز إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً قالته امرأَة عِمران أُمُّ مريم قال الأَخفش تقول العرب نَذَرَ على نفسه نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً رواه عن يونس عن العرب وفي الحديث ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً تقول نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا أَوجبتَ على نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك

قال الفيروز آبادي:

النَّذْرُ: ما كان وعْداً على شرطٍ فَعَليَّ إنْ شَفَى اللَّهُ مَريضي كذا نَذْرٌ وعليَّ أن أتَصَدَّقَ بِدِينارٍ ليس بِنَذْرٍ.

وقوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران 64)

وقال تعالى: (وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (النحل 51) ، وقال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون 117) ،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام