(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ) أي: أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) أي: فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم، عياذا بالله من مكره؛ ولهذا قال: (حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا) أي: من الأموال والأولاد والأرزاق (أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً) أي: على غفلة (فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) أي: آيسون من كل خير.
قال الوالبي، عن ابن عباس: المبلس: الآيس.
عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود، اتَّخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ) وفي رواية (لعن الله اليهود والنصاري ... ) الحديث أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، وأخرج النسائي الرواية الأولى، وقال: (لعن الله ... ) .
وعن عائشة رضي الله عنها: قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يَقُمْ منه: (لعن الله اليهود والنصارى، اتَّخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ. قالت: ولولا ذلك أُبرِزَ قبرُه، غير أنه خُشيَ أن يُتَّخَذَ مسجدا) .
النوع الثاني من أنواع الشرك، الشرك الأصغر:
وهو كل ما كان ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه أو ما جاء في النصوص تسميته شركا ولم يصل إلى حد الأكبر، وهو يقع في هيئة العمل وأقوال اللسان. وحكمه تحت المشيئة كحكم مرتكب الكبيرة.
ومن أمثلته ما يلي:
1 -يسير الرياء، والدليل ما رواه الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) ، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: (الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) . رواه ألامام أحمد وقال المنذري اسناده جيد
2 -قول: (ما شاء الله وشئت) ، روى أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) رواه ابو داود.
3 -قول: (لولا الله وفلان) ، أو قول: (لولا البط لأتانا اللصوص) ، ونحو ذلك، روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال: (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا