فهرس الكتاب
الصفحة 59 من 218

و الجهة الثانية مفادها أنه بما أن القرآن الكريم كتاب مُحكم مُفصل مُبين لا يأتيه الباطل أبدا، لقوله تعالى: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هود 1 - ،وٌ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌلَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} -سورة فصلت: 41 - 42 - . فإنه لا يصح أبداً القول بأن القرآن فيه تشبيه، أو ما يُوهم التشبيه. و إنما هذا التشبيه ليس في الشرع و إنما هو في رؤوس المُحرفين لآيات الصفات بتأويلاتهم الفاسدة لها. و من يُصر على اتهام الشرع بأنه مُوهِم للتشبيه في إثباته للصفات، فالحقيقة هي أنه هو المُحَرف للشرع و المُفتري عليه من حيث يدري أو لا يدري. لأنه لم ينظر إليها بمنظور شرعي صحيح، و إنما نظر إليها نظرة جزئية بعيدا عن قواعد التنزيه، و إما أنه نظر إليها من خارج الشرع انطلاقا من خلفياته المذهبية.

و ثالثا إنه بناءً على ما ذكرناه فإن أية محاولة لنفي صفة أثبتها الشرع لله تعالى هي تأويل فاسد، و لا مبرر صحيح لها من الشرع و لا من العقل

(1) مسلم: الصحيح، ج 2 ص: 175.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام