والملائكةِ والنَّاسِ أَجْمَعِين" (1) "
(1) إسنادُهُ حسنٌ.
أخرجه ابن ماجه في كتاب الحدود - باب من ادَّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه، قال: حدَّثنا أبو بشر بكر بن خلف، ثنا ابن أبي الضَّيف، ثنا ابن خُثيم به. قال البوصيري في"المصباح" (2/ 325) :"هذا إسناد فيه مقال: ابن أبي الضيف اسمه محمد بن أبي الضَّيف، لم أرَ من جرحه ولا وثَّقه؛ وباقي رجال الإِسناد على شرط مسلم". اهـ.
ومحمد بن أبي الضَّيف واسمه زيد الحجازي المخزومي مولاهم، لم يخرج له سوى ابن ماجه، وهو كما قال البوصيري لم يُجرِّحه ولم يُوثِّقه أحد، ولذا قال الحافظ في"التقريب" (ص 856) "مستور"أو"مجهول الحال". وبقية رجاله على شرط مسلم كما قال البوصيري، اللَّهُمَّ إلَّا شيخ ابن ماجه بكر بن خلف أبا بشرٍ البصري، فليس له في"صحيح مسلم"رواية، وإنما أخرج له أبو داود وابن ماجه. قال في"التقريب" (ص 175) :"صدوق".
قلتُ: ولكن محمد بن أبي الضَّيف لم ينفرد به، فقد تابعه وُهَيْب بن خالد على ابن خثيم بهذا الإِسناد، وهو (ثقة ثت، تغيَّر قليلًا بأخرة) ، تقدَّم برقم (231) . وجديرٌ بالإشارة أن البوصيري لم يذكر أي متابعٍ لابن أبي الضَّيف على روايته، كما هي عادته في"المصباح"، كما أنه لم يذكر أي شاهدٍ للحديث؛ وعليه فإنه ضعَّف الحديث.
ومتابعة وُهَيبٍ لابنِ أبي الضَّيف؛ أخرجها أحمد في"المسند" (5/ 16 - شاكر) - رقم (3038) ، ومن طريقه الضِّياء في"المختارة" (10/ 211) - رقم (221) من طريق عفان، عن وُهيْب، عن ابن خُثيم به، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:"وهو إسنادٌ كالشمس".
-وأبو يعلى في"مسنده" (4/ 415) - رقم (2540) ، ومن طريقه ابن حبان كما في"الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (2/ 161) رقم (417) من طريق عفان به. والطبراني في"المعجم الكبير" (12/ 49) - رقم (12475) ، ومن طريقه الضِّياءُ في"المختارة" (10/ 210، 211) - رقم (219، 220) من طريق عفان بن مسلم به. وإسناده صحيح؛ مضى الكلام على رجاله، ولا أعلم لماذا اقتصر المؤلف على رواية ابن ماجه مع ضعفها، وتركه رواية أحمد، وأبي يعلى، وابن حبان مع صحتها، وهي بنفس إسناد ابن ماجه ولفظه؟ !
-وأخرجه أحمد (1/ 318) ، والدارميُّ (2/ 443) - رقم (2864) من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحوه. وأخرجه ابن عدي في ترجمة عبد الحميد بن بهرام من"الكامل" (5/ 1957) من طريق عامر بن سيَّار، عن عبد الحميد بن بهرام به. قال ابن عدي:"... وهو صدوق في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر بن حوشب؛ وشَهْرٌ ضعيفٌ جدًّا". اهـ.