فهرس الكتاب
الصفحة 219 من 432

النِّفَاقِ [التوبة: 101] ، والمنافق خبيث بلا شك (1) .

وأمّا خروج النَّاس بالكلية من المدينة؛ فذلك في آخر الزّمان، قرب قيام السّاعة، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول:"تتركُونَ المدينة على خيرِ ما كانت، لا يغشاها إِلَّا العوافي - يريد عوافي السِّباع والطير - وآخر مَنْ يُحْشَر راعيان من مُزينة، يُريدان المدينة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحشًا، حتّى إذا بلغا ثنيَّة الوداع؛ خرَّا على وجوههما" (2) .

رواه البخاريّ.

وروى الإِمام مالكٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:"لتترُكُنَّ المدينة على أحسن ما كانت، حتّى يدخل الكلب أو الذئب، فيغذى (3) على بعض سواري المسجد، أو على المنبر". فقالوا: يا رسول الله! فلِمَن تكون الثمار ذلك الزّمان؟ قال:"للعوافي: الطير والسباع" (4) .

(1) انظر:"فتح الباري" (4/ 88) .

(2) "صحيح البخاريّ"، كتاب فضائل المدينة، باب مَنْ رغب عن المدينة، (5/ 89 - 90 - مع الفتح) .

(3) (يغذى) ؛ أي: يبول عليها. يقال: غذي ببوله إذا ألقاه دفعة دفعة.

انظر:"النهاية في غريب الحديث" (3/ 347) .

(4) "الموطَّأ" (2/ 888) للإِمام مالك، تصحيح وتخريج محمّد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى البابي الحلبي، دار إحياء الكتب العربيّة.

والحديث استشهد به الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (4/ 90) ، وقال:"رواه جماعة من الثقات خارج الموطَّأ".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام