فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 432

أصلح النَّاس وأعلمهم، وكذلك خلفاؤه من بعده، والأمثلة على ذلك كثيرةٌ؛ منها ما رواه البخاريّ عن حُذيفة رضي الله عنه أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال لأهل نجران:"لأبعَثَنَّ إليكم رجلًا أمينًا حَقَّ أمين"، فاستشرف لها أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، فبعث أبا عبيدة" (1) ."

وهذه بعض الأحاديث الدالَّة على ارتفاع أسافل النَّاس، وأن ذلك من أمارات السّاعة:

فمنها ما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم:"إنها ستأتي على النَّاس سنون خدَّاعة؛ يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويؤتَمَنُ فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَة". قيل: وما الرُّوَيْبِضَة (2) ؟ قال:"السفيه يتكلَّم في أمر العامَّة" (3) .

وفي حديث جبريل الطويل قوله:"ولكنْ سأحَدِّثُكَ عن أشراطها ..."

(1) "صحيح البخاريّ"، كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصادق، (13/ 232 - مع الفتح) .

(2) (الرويبضة) : جاء تفسيره في متن الحديث، وأنّه السفيه، والرويبضة تصغير الرابضة، وهو العاجز الّذي ربض عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، والتافه الخسيس الحقير.

انظر:"النهاية في غريب الحديث" (2/ 185) .

(3) "سنن الإمام أحمد" (15/ 37 - 38 - شرح وتعليق أحمد شاكر) ، وقال:"إسناده حسن، ومتنه صحيح".

وقال ابن كثير:"لهذا إسناد جيد، ولم يخرجوه من هذا الوجه".

"النهاية/ الفتن والملاحم" (1/ 181) تحقيق د. طه زيني.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام