الْعَلِيمُ (1) :"أنك أنت"السميع"لدعائهم""العليم"بما نووا وأضمروا" (2) ."
والآيات عمومًا فيها التفريق بين السمع والبصر والعلم وأن كلا منهما له متعلق يتعلق به يناسبه دون غيره ويتم به من المعنى ما لا يتم بغيره.
والعلم أعم من السمع. والبصر فيتعلق بكل شيء. أي بالواجب والممكن والمستحيل، لأن كل ذلك يصلح أن يكون معلومًا. أما السمع والبصر فيتعلقان بالمسموعات والمبصرات، فلا يجوز أن يكون كل معلوم مسموعًا أو مبصرًا، ويجد الإنسان من نفسه معنى زائدًا على العلم بالدليل أو الخبر عند السمع والبصر لا محالة إن هذه التفرقة مما يشهد بصدقها نظر ذوى الألباب فإنكارها مما لا سبيل إليه إلا عن جحد أو عناد (3) .
بعد أن بينا أنه ليس المراد بالسميع والبصير، العلم بالمسموعات والبصرات كما قال ابن حزم نبين أيضًا مخالفتنا لما ذهب إليه من أن الله تعالى سميع، بصير لا بسمع وبصر فنقول: إن الله تعالى سميع
(1) سووة البقرة: آية (127) .
(2) تأويلات أهل، السُّنة للماتريدي (1: 289) .
(3) انظر الفقه الأكبر للشافعي ص (14) ، والإبانة للأشعري ص (42) ، والإنصاف للباقلاني ص (37) ، والاعتقاد للبيهقي ص (26) . والإقتصاد للغزالي ص (98) ، وقواعد العقائد له ضمن القصور العوالي (4: 151) ، ومناهج الأدلة لابن رشد ضمن فلسفة ابن رشد ص (74) ، وغاية المرام للآمدي ص (126، 127) ، وشرح الأصفهانية لابن تيمية ص (74) ، ومجموع الفتاوى له (3: 133، 134) ، و (5: 494) ، وشرح المواقف ص (143) .