وقد روى عن الشافعي أنه قال إن في الآية دليلا على أن أولياء الله يرون ربهم يوم القيامة (1) ، وجمهور المفسرين أن حجب الكفار عن ربهم عدم رؤيتهم له فإذا حجب أعداءه فلم يروه، تجلى لأوليائه حتى يروه.
ولو لم يكن كذلك لما كان فرق، ولم يكن لذكر حجب الكفار فائدة إذا كان الكل يراه (2) .
ما روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه:"أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله، قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئًا فليتبعه .. الحديث. (3) ."
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًّا أغلبها في الصحيحين.
(1) انظر حادي الأرواح ص (227، 228) ، والعقائد السلفية بأدلتها النقلية والعقلية شرح الدرر السنية لأحمد بن حجر آل أبو طاس ص (187) .
(2) انظر التفسير الكبير للرازي (31: 95، 96) ، روح المعاني للألوسي (3: 73) ، تفسير النسفي (4: 340) ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (7: 241) ، تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل (7: 184) ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (19: 261) ، حادي الأرواح ص (227، 228) ، العقائد السلفية لأحمد بن حجر آل أبو طاس ص (187) .
(3) صحيح البخاري (4: 200، 201) ، صحيح مسلم (1: 162، 171) .