فهرس الكتاب
الصفحة 389 من 510

أن يرى المعدوم، فلما كان الله عز وجل موجودا مثبتا كان غير مستحيل أن يرينا نفسه عز وجل". (1) "

وسلك ابن تيمية في تقرير هذا الدليل طريقا آخر فلم يجعل المصحح للرؤية الوجود المجرد لأنه يلزم عليه لوازم فاسدة لا تصلح أن تكون مصححا للرؤية، وإنما جعل المصحح لها أمورا وجودية لا أن كل موجود تصح رؤيته لأنها أمر وجودى محض لا يسيطر فيها أمر عدمى. (2)

الاستدلال برؤية الله تعالى للأشياء، ولا يرى الأشياء من لا يرى نفسه. فإذا كانت نفسه تعالى مرئية فجائز أن يريناها لعدم استحالة الرؤية عليها.

واستدل بهذا الدليل أبو الحسن الأشعرى فقال:"ومما يدل على رؤية الله سبحانه بالأبصار أن الله عز وجل يرى الأشياء وإذا كان للأشياء رائيا. فلا يرى الأشياء من لا يرى نفسه، وإذا كان لنفسه رائيا فجائز أن يرينا نفسه وذلك أن من لا يعلم نفسه لا يعلم شيئا فلما كان الله عز وجل عالما بالأشياء كان عالما بنفسه، فلذلك من لا يرى"

(1) الإِبانة في أصول الديانة للأشعري ص (16) وانظر شرح المواقف للجرجاني ص (197 - 199) ، غاية المرام في علم الكلام للآمدي ص (159) ، الإِرشاد للجويني ص (177) ، الأربعين في أصول الدين للرازي ص (191) ، الإِقتصاد في الإِعتقاد للغزالي ص (60 - 62) ، العقائد النسفية بشرح التفتازاني ص (104، 105) .

(2) انظر بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية (1: 357، 359) ، مجموع الفتاوى له (6: 136) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام